29. سورة العنكبوت
1. (
الم ) الله أعلم
بمراده بذلك
2. (
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ) أي
بقولهم ( آمنا وهم
لا يفتنون ) يختبرون
بما يتبين به حقيقة إيمانهم نزل في جماعة آمنوا فآذاهم المشركون
3. (
ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ) في إيمانهم علم مشاهدة ( وليعلمن الكاذبين ) فيه
4. ( أم
حسب الذين يعملون السيئات )
الشرك والمعاصي ( أن
يسبقونا ) يفوتونا
فلا تنتقم منهم (
ساء ) بئس ( ما )
الذي ( يحكمون ) ـه حكمهم هذا
5. ( من
كان يرجوا ) يخاف ( لقاء الله فإن أجل الله ) به ( لآت ) فليستعد
له ( وهو
السميع ) لأقوال
العباد ( العليم ) بألإعالهم
6. (
ومن جاهد ) جهاد حرب
أو نفس ( فإنما
يجاهد لنفسه ) فإن منفعة
جهاده له لا لله ( إن
الله لغني عن العالمين )
الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم
7. (
والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ) بعمل الصالحات ( ولنجزينهم أحسن ) بمعنى حسن ونصبه بنزع الخافض الباء ( الذي كانوا يعملون ) وهو الصالحات
8. (
ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ) أي
إيصاء ذا حسن بأن يبرهما (
وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به ) بإشراكه ( علم )
موافقة للواقع فلا مفهوم له (
فلا تطعهما ) في الاشراك
( إلي
مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون )
فاجازيكم به
9. (
والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ) الأنبياء والأولياء بأن نحشرهم معهم
10. (
ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس ) أي أذاهم له ( كعذاب الله ) في الخوف منه فيطيعهم فينافق ( ولئن ) لام قسم ( جاء نصر ) للمؤمنين ( من ربك ) فغنموا ( ليقولن ) حذفت منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع
لالتقاء الساكنين (
إنا كنا معكم ) في الإيمان
فأشركونا في الغنيمة قال تعالى ( أو
ليس الله بأعلم ) أي
بعالم ( بما في
صدور العالمين )
قلوبهم من الإيمان والنفاق بلى
11. (
وليعلمن الله الذين آمنوا )
بقلوبهم ( وليعلمن
المنافقين ) فيجازي
الفريقين واللام في الفعلين لام قسم
12. (
وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ) ديننا ( ولنحمل خطاياكم ) في اتباعنا إن كانت والأمر بمعنى الخبر قال تعالى ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ) في ذلك
13. (
وليحملن أثقالهم )
أوزارهم ( وأثقالا
مع أثقالهم ) بقولهم
للمؤمنين اتبعوا سبيلنا وإضلالهم مقلديهم ( وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) يكذبون على الله سؤال توبيخ واللام في الفعلين لام
قسم وحذف فاعلهما الواو ونون الرفع
14. (
ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه )
وعمره أربعون سنة أو أكثر (
فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ) بدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه ( فأخذهم الطوفان ) الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا ( وهم ظالمون ) مشركون
15. (
فأنجيناه ) نوحا ( وأصحاب السفينة ) الذين كانوا معه فيها ( وجعلناها آية ) عبرة ( للعالمين ) لمن بعدهم من الناس إن عصوا رسلهم وعاش نوح بعد
الطوفان ستين سنة أو أكثر حتى كثر الناس
16. واذكر ( وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ) خافوا عقابه ( ذلكم خير لكم ) مما أنتم عليه من عبادة الأصنام ( إن كنتم تعلمون ) الخير من غيره
17. (
إنما تعبدون من دون الله ) أي
غيره ( أوثانا
وتخلقون إفكا ) تقولون
كذبا إن الأوثان شركاء الله ( إن
الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا ) لا يقدرون أن يرزقوكم ( فابتغوا عند الله الرزق ) اطلبوه منه ( واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون )
18. (
وإن تكذبوا ) أي تكذبوني
يا أهل مكة ( فقد كذب
أمم من قبلكم ) من قبلي ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) إلا البلاغ البين في هاتين القصتين تسلية للنبي صلى
الله عليه وسلم وقال تعالى في قومه
19. (
أولم يروا كيف )
بالياء والتاء ينظروا (
يبديء الله الخلق ثم ) هو
بضم أوله وقرىء بفتحه من بدأ وأبدا بمعنى أي يخلقهم ابتداء ( يعيده ) هو ( إن )
الخلق كما بدأهم (
ذلك على ) المذكور من
الخلق الأول والثاني (
الله يسير قل ) فكيف
ينكرون الثاني
20. ( قل
سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) لمن كان قبلكم وأماتهم ( ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ) مدا وقصرا مع سكون الشين ( إن الله على كل شيء قدير ) ومنه البدء والإعادة
21. (
يعذب من يشاء ) تعذيبه ( ويرحم من يشاء ) رحمته ( وإليه تقلبون ) تردون
22. (
وما أنتم بمعجزين )
ربكم عن إدراككم ( في
الأرض ولا في السماء ) لو
كنتم فيها أي لاتفوتونه (
وما لكم من دون الله )
غيره ( من ولي ) يمنعكم منه ( ولا نصير ) ينصركم من عذابه
23. (
والذين كفروا بآيات الله ولقائه ) أي
القرآن والبعث (
أولئك يئسوا من رحمتي )
جنتي ( وأولئك
لهم عذاب أليم )
مؤلم
24. قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه
فأنجاه الله من النار )
التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردا وسلاما ( إن في ذلك ) إنجائه منها ( لآيات ) هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض
مكانها في زمن يسير (
لقوم يؤمنون ) يصدقون
بتوحيد الله وقدرته لأنهم المنتفعون بها
25. (
وقال ) إبراهيم ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا ) تعبدونها وما مصدرية ( مودة بينكم ) خبر إن وعلى قراءة النصب مفعول له وما كافة المعنى
تواددتم على عبادتها ( في
الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ) يتبرأ القادة من الأتباع ( ويلعن بعضكم بعضا ) يلعن الأتباع القادة ( ومأواكم ) مصيركم جميعا ( النار وما لكم من ناصرين ) منها
26. (
فآمن له ) صدق
بإبراهيم ( لوط ) وهو ابن أخيه هاران ( وقال ) إبراهيم ( إني مهاجر ) من قومي ( إلى ربي ) حيث أمرني ربي وهجر قومه وهاجر من سواد العراق إلى
الشام ( إنه هو
العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
27. (
ووهبنا له ) بعد
إسماعيل ( إسحاق
ويعقوب ) بعد إسحق ( وجعلنا في ذريته النبوة ) فكل الأنبياء بعد إبراهيم من ذريته ( والكتاب ) بمعنى الكتب أي التوراة والانجيل والزبور والفرقان ( وآتيناه أجره في الدنيا ) وهو الثناء الحسن في كل أهل الأديان ( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) الذين لهم الدرجات العلى
28. واذكر ( ولوطا إذ قال لقومه إنكم ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما
على الوجهين في الموضعين (
لتأتون الفاحشة )
أدبار الرجال ( ما
سبقكم بها من أحد من العالمين )
الإنس والجن
29. (
أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل ) طريق المارة بفعلكم تافاحشة بمن يمر بكم فترك الناس
الممر بكم ( وتأتون في
ناديكم ) متحدثكم ( المنكر ) فعل الفاحشة بعضكم ببعض ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن
كنت من الصادقين ) في
استقباح ذلك وأن العذاب نازل بفاعليه
30. (
قال رب انصرني )
بتحقيق قولي في إنزال العذاب (
على القوم المفسدين ) العاصين
بإتيان الرجال فاستجاب الله دعاءه
31. (
ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ) بإسحاق ويعقوب بعده ( قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية ) قرية لوط ( إن أهلها كانوا ظالمين ) كافرين
32. (
قال ) إبراهيم ( إن فيها لوطا قالوا ) الرسل ( نحن أعلم بمن فيها لننجينه ) بالتخفيف والتشديد ( وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ) الباقين في العذاب
33. (
ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم ) حزن بسببهم ( وضاق بهم ذرعا ) لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه
فأعلموه أنهم رسل ربه (
وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك ) بالتشديد والتخفيف ( وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين ) ونصب أهلك عطف على محل الكاف
34. (
إنا منزلون ) بالتخفيف
والتشديد ( على أهل
هذه القرية رجزا )
عذابا ( من السماء
بما ) بالفعل
الذي ( كانوا
يفسقون ) به أي بسبب
فسقهم
35. (
ولقد تركنا منها آية بينة ) ظاهرة
هي آثار خرابها (
لقوم يعقلون ) يتدبرون
36. أرسلنا ( وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا
اليوم الآخر ) اخشوه هو
يوم القيامة ( ولا تعثوا
في الأرض مفسدين ) حال
مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد
37. (
فكذبوه فأخذتهم الرجفة )
الزلزاة الشديدة (
فأصبحوا في دارهم جاثمين )
باركين على الركب ميتين
38. أهلكنا ( وعادا وثمود ) بالصرف وتركه بمعنى الحي والقبيلة ( وقد تبين لكم ) إهلاكهم ( من مساكنهم ) بالحجر واليمن ( وزين لهم الشيطان أعمالهم ) من الكفر والمعاصي ( فصدهم عن السبيل ) سبيل الحق ( وكانوا مستبصرين ) ذوي بصائر
39. أهلكنا ( وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم ) من قبل ( موسى بالبينات ) الحجج الظاهرات ( فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين ) فائتين عذابنا
40. (
فكلا ) من
المذكورين ( أخذنا
بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ) ريحا عاصفة فيها حصباء كقوم لوط ( ومنهم من أخذته الصيحة ) كثمود ( ومنهم من خسفنا به الأرض ) كقارون ( ومنهم من أغرقنا ) كقوم نوح وفرعون وقومه ( وما كان الله ليظلمهم ) ليعذبهم بغير ذنب ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) بارتكاب الذنب
41. (
مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء ) أصناما يرجون نفعها ( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ) لنفسها تأوي إليه ( وإن أوهن ) أضعف ( البيوت لبيت العنكبوت ) لا يدفع عنها حرا ولا بردا كذلك الأصنام لا تنفع
عابديها ( لو كانوا
يعلمون ) ذلك ما
عبدوها
42. ( إن
الله يعلم ما ) بمعنى الذي
( يدعون ) يعبدون بالياء والتاء ( من دونه ) غيره ( من شيء وهو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
43. (
وتلك الأمثال ) في القرآن
( نضربها ) نجعلها ( للناس وما يعقلها ) يفهمها ( إلا العالمون ) المتدبرون
44. (
خلق الله السماوات والأرض بالحق )
محقا ( إن في ذلك
لآية ) دلالة على قدرته
تعالى ( للمؤمنين ) خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان بخلاف
الكافرين
45. (
اتل ما أوحي إليك من الكتاب )
القرآن ( وأقم
الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) شرعا أي من شأنها ذلك ما دام المرء فيها ( ولذكر الله أكبر ) من غيره من الطاعات ( والله يعلم ما تصنعون ) فيجازيكم به
46. (
ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي ) أي المجادلة التي ( هي أحسن ) كالدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه ( إلا الذين ظلموا منهم ) بأن حاربوا وأبوا أن يقروا بالجزية فجادلوهم بالسيف
حتى يسلموا أو يعطوا الجزية (
وقولوا ) لمن قبل
الاقرار بالجزية إذا أخبروكم بشيء مما في كتبهم ( آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ) ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم في ذلك ( وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ) مطيعون
47. (
وكذلك أنزلنا إليك الكتاب )
القرآن كما أنزلنا إليهم التوراة وغيرها ( فالذين آتيناهم الكتاب ) التوراة كعبد الله ابن سلام وغيره ( يؤمنون به ) بالقرآن ( ومن هؤلاء ) أهل مكة ( من يؤمن به وما يجحد بآياتنا ) بعد ظهورها ( إلا الكافرون ) اليهود وظهر لهم أن القرآن حق والجائي محق وجحدوا ذلك
48. (
وما كنت تتلوا من قبله )
القرآن ( من كتاب
ولا تخطه بيمينك إذا ) أي
لو كنت قارئا كاتبا (
لارتاب ) شك ( المبطلون ) اليهود فيك وقالوا الذي في التوراة إنه امي لا يقرأ
ولا يكتب
49. ( بل
هو ) أي القرآن
الذي جئت به ( آيات
بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) أي المؤمنون يحفظونه ( وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ) أي اليهود وجحدوها بعد ظهورها لهم
50. (
وقالوا ) أي كفار
مكة ( لولا ) هلا ( أنزل عليه ) أي محمد ( آيات من ربه ) وفي قراءة آية كناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى ( قل ) لهم
( إنما
الآيات عند الله )
ينزلها كيف يشاء (
وإنما أنا نذير مبين ) مظهر
إنذاري بالنار أهل المعصية
51. (
أولم يكفهم أنا )
فيما طلبوا ( أنزلنا
عليك الكتاب يتلى )
القرآن ( عليهم إن ) فهو آية مستمرة لا انقضاء لها بخلاف ما ذكر من الآيات
( في ذلك
لرحمة ) الكتاب ( وذكرى لقوم ) عظة ( يؤمنون قل )
52. ( قل
كفى بالله بيني وبينكم شهيدا )
بصدقي ( يعلم ما
في السماوات والأرض )
ومنه حالي وحالكم (
والذين آمنوا بالباطل ) وهو
ما يعبد من دون الله (
وكفروا بالله ) منكم ( أولئك هم الخاسرون ) في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان
53. (
ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى ) له ( لجاءهم العذاب ) عاجلا ( وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون ) بوقت إتيانه
54. (
يستعجلونك بالعذاب ) في
الدنيا ( وإن جهنم
لمحيطة بالكافرين )
55. (
يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ) فيه بالنون نأمر بالقول وبالياء يقول الموكل بالعذاب
( ذوقوا ما
كنتم تعملون ) أي جزاءه فلا
تفوتونا
56. ( يا
عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ) في أرض تيسرت فيها العبادة بأن تهاجروا إليها من أرض
لم تتيسر فيها ونزل في ضعفاء مسلمي مكة كانوا في ضيق من إظهار الإسلام بها
57. ( كل
نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) بالتاء والياء بعد البعث
58. (
والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم ) ننزلهم وفي قراءة بالمثلثة بعد النون من الثواء
الإقامة وتعديته إلى غرف بحذف من ( من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين ) مقدرين الخلود ( فيها نعم أجر العاملين ) هذا الأجر
59. هم (
الذين صبروا ) على أذى المشركين
والهجرة لإظهار الدين (
وعلى ربهم يتوكلون )
فيرزقهم من حيث لا يحتسبون
60. (
وكأين ) كم ( من دابة لا تحمل رزقها ) لضعفها ( الله يرزقها وإياكم ) أيها المهاجرون وإن لم يكن معكم زاد ولا نفقة ( وهو السميع ) لأقوالكم ( العليم ) بضمائركم
61. (
ولئن ) لام قسم ( سألتهم ) أي الكفار ( من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله
فأنى يؤفكون ) يصرفون عن
توحيده بعد إقرارهم بذلك
62. (
الله يبسط الرزق )
يوسعه ( لمن يشاء
من عباده ) امتحانا ( ويقدر ) يضيق ( له ) بعد
البسط لمن يشاء ابتلاءه ( إن
الله بكل شيء عليم )
ومنه محل البسط والضيق
63. (
ولئن ) لام قسم ( سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد
موتها ليقولن الله )
فكيف يشركون به ( قل
) لهم ( الحمد لله ) على ثبوت الحجة عليكم ( بل أكثرهم لا يعقلون ) تناقضهم في ذلك
64. (
وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب ) وأما القرب فمن أمور الآخرة لظهور ثمرتها فيها ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ) بمعنى الحياة ( لو كانوا يعلمون ) ذلك ما آثروا الدنيا عليها
65. (
فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ) الدعاء أي لا يدعون معه غيره لأنهم في شدة لا يكشفها إلا
هو ( فلما
نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) به
66. (
ليكفروا بما آتيناهم ) من
النعمة ( وليتمتعوا
) باجتماعهم على عبادة الأصنام وفي
قراءة بسكون اللام أمر تهديد (
فسوف يعلمون ) عاقبة ذلك
67. (
أولم يروا أنا )
يعلموا ( جعلنا
حرما ) بلدهم مكة
( آمنا ويتخطف
الناس من حولهم أفبالباطل )
قتلا وسببا دونهم (
يؤمنون ) الصنم ( وبنعمة الله يكفرون ومن ) بإشراكهم
68. (
ومن ) لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذبا ) بأن أشرك به ( أو كذب بالحق ) النبي أو الكتاب ( لما جاءه أليس في جهنم مثوى ) مأوى ( للكافرين ) أي فيها وهم منهم
69. (
والذين جاهدوا فينا ) في
حقنا ( لنهدينهم
سبلنا ) طريق السير
إلينا ( وإن الله
لمع المحسنين ) المؤمنين
بالنصر والعون