39. سورة الزمر
1. (
تنزيل الكتاب ) القرآن
مبتدأ ( من الله ) خبره ( العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في صنعه
2. (
إنا أنزلنا إليك ) يا
محمد ( الكتاب
بالحق ) متعلق
بأنزل ( فاعبد
الله مخلصا له الدين ) من
الشرك أي موحدا له
3. (
ألا لله الدين الخالص ) لا
يستحقه غيره ( والذين
اتخذوا من دونه )
الأصنام ( أولياء ) وهم كفار مكة قالوا ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قربى مصدر بمعنى تقريبا ( إن الله يحكم بينهم ) وبين المسلمين ( فيما هم فيه يختلفون ) من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار ( إن الله لا يهدي من هو كاذب ) في نسبة الولد إليه ( كفار ) بعبادته غير الله
4. ( لو
أراد الله أن يتخذ ولدا ) كما
قالوا اتخذ الرحمن ولدا (
لاصطفى مما يخلق ما يشاء )
واتخذه ولدا غير من قالوا إن الملائكة بنات الله وعزيز ابن الله والمسيح ابن الله
( سبحانه ) تنزيها له عن اتخاذ الولد ( هو الله الواحد القهار ) لخلقه
5. (
خلق السماوات والأرض بالحق )
متعلق بخلق ( يكور ) يدخل ( الليل على النهار ) فيزيد ( ويكور النهار ) يدخله ( على الليل ) فيزيد ( وسخر الشمس والقمر كل يجري ) في فلكه ( لأجل مسمى ) ليوم القيامة ( ألا هو العزيز ) الغالب على أمره المنتقم من أعدائه ( الغفار ) لأوليائه
6. (
خلقكم من نفس واحدة ) أي
آدم ( ثم جعل
منها زوجها ) حواء ( وأنزل لكم من الأنعام ) الإبل والبقر والغنم والضأن والمعز ( ثمانية أزواج ) من كل زوجين ذكرا وأنثى كما بين في سورة الأنعام ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ) أي نطفا ثم علقا ثم مضغا ( في ظلمات ثلاث ) هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ( ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون ) عن عبادته إلى عبادة غيره
7. ( إن
تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا ) الله فتؤمنوا ( يرضه ) بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه أي الشكر ( لكم ولا تزر ) نفس ( وازرة وزر ) نفس ( أخرى ) أي لا تحمله ( ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم
بذات الصدور ) بما في
القلوب
8. (
وإذا مس الإنسان )
الكافر ( ضر دعا
ربه ) تضرع ( منيبا ) راجعا ( إليه ثم إذا خوله نعمة ) أعطاه إنعاما ( منه نسي ) ترك ( ما كان يدعو ) يتضرع ( إليه من قبل ) وهو الله فما في موضع من ( وجعل لله أندادا ) شركاء ( ليضل ) بفتح الياء وضمها ( عن سبيله ) دين الإسلام ( قل تمتع بكفرك قليلا ) بقية أجلك ( إنك من أصحاب النار )
9. ( أم
من ) بتخفيف
الميم ( هو قانت ) قائم بوظائف الطاعات ( آناء الليل ) ساعاته ( ساجدا وقائما ) للصلاة ( يحذر الآخرة ) يخاف عذابها ( ويرجوا رحمة ) جنة ( ربه ) كمن
هو عاص بالكفر أو غيره وفي قراءة أم من فأم بمعنى بل والهمزة ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل ( إنما يتذكر ) يتعظ ( أولوا الألباب ) أصحاب العقول
10. ( قل
يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم ) أي
عذابه بأن تطيعوه (
للذين أحسنوا في هذه الدنيا )
بالطاعة ( حسنة ) هي الجنة ( وأرض الله واسعة ) فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات ( إنما يوفى الصابرون ) على الطاعة وما يبتلون به ( أجرهم بغير حساب ) بغير مكيال ولا ميزان
11. ( قل
إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ) من الشرك
12. (
وأمرت لأن ) بأن ( أكون أول المسلمين ) من هذه الأمة
13. ( قل
إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )
14. ( قل
الله أعبد مخلصا له ديني ) من
الشرك
15. ( فاعبدوا
ما شئتم من دونه )
غيره فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم
القيامة ) بتخليد
الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا ( ألا ذلك هو الخسران المبين ) البين
16. ( لهم
من فوقهم ظلل ) طباق ( من النار ومن تحتهم ظلل ) من النار ( ذلك يخوف الله به عباده ) أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه ( يا عباد فاتقون )
17. (
والذين اجتنبوا الطاغوت )
الأوثان ( أن
يعبدوها وأنابوا )
أقبلوا ( إلى الله
لهم البشرى ) بالجنة ( فبشر عباد )
18. ( الذين
يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) وهو
ما فيه صلاحهم (
أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) أصحاب العقول
19. (
أفمن حق عليه كلمة العذاب ) أي
لأملأن جهنم الآية (
أفأنت تنقذ ) تخرج ( من في النار ) جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للانكار
والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار
20. (
لكن الذين اتقوا ربهم ) بأن
أطاعوه ( لهم غرف
من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار ) أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية ( وعد الله ) منصوب بفعله المقدر ( لا يخلف الله الميعاد ) وعده
21. (
ألم تر ) تعلم ( أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع ) أدخله أمكنة نبع ( في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج ) ييبس ( فتراه ) بعد الخضرة مثلا ( مصفرا ثم يجعله حطاما ) فتاتا ( إن في ذلك لذكرى ) تذكيرا ( لأولي الألباب ) يتذكرون به للدلالة على وحدانية الله تعالى وقدرته
22. (
أفمن شرح الله صدره للإسلام )
فاهتدى ( فهو على
نور من ربه ) كمن طبع
على قلبه دل على هذا (
فويل ) كلمة عذاب
( للقاسية
قلوبهم من ذكر الله ) أي
عن قبول القرآن (
أولئك في ضلال مبين ) بين
23. (
الله نزل أحسن الحديث كتابا ) بدل
من أحسن أي قرآنا (
متشابها ) يشبه بعضه
بعضا في النظم وغيره (
مثاني ) ثني فيه
الوعد والوعيد وغيرهما (
تقشعر منه ) ترتعد عند
ذكر وعيده ( جلود
الذين يخشون ) يخافون ( ربهم ثم تلين ) تطمئن ( جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) عند ذكر وعده ( ذلك ) أي
الكتاب ( هدى الله
يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد )
24. (
أفمن يتقي ) يلقى ( بوجهه سوء العذاب يوم القيامة ) أشده بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن
منه بدخول الجنة (
وقيل للظالمين )
كفار مكة ( ذوقوا ما
كنتم تكسبون ) أي جزاءه
25. (
كذب الذين من قبلهم )
رسلهم في إتيان العذاب (
فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ) من
جهة لا تخطر ببالهم
26. (
فأذاقهم الله الخزي )
الذل والهوان من المسخ والقتل وغيره ( في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا ) المكذبون ( يعلمون ) عذابها ما كذبوا
27. (
ولقد ضربنا ) جعلنا ( للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ) يتعظون
28. (
قرآنا عربيا ) حال مؤكدة
( غير ذي
عوج ) لبس
واختلاف ( لعلهم
يتقون ) الكفر
29. (
ضرب الله ) للمشرك
والموحد ( مثلا رجلا
) بدل من مثل ( فيه شركاء متشاكسون ) متنازعون سيئة أخلاقهم ( ورجلا سلما ) خالصا ( لرجل هل يستويان مثلا ) تمييز أي لا يستوي العبد لجماعة والعبد لواحد فإن
الأول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحير فيمن يخدمه منهم وهذا مثل
للمشرك والثاني مثل للموحد (
الحمد لله ) وحده ( بل أكثرهم ) أهل مكة ( لا يعلمون ) ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون
30. (
إنك ) خطاب للنبي
صلى الله عليه وسلم (
ميت وإنهم ميتون )
ستموت ويموتون فلا شماتة بالموت نزلت لما استبطئوا موته صلى الله عليه وسلم
31. ( ثم
إنكم ) أيها الناس
فيما بينكم من المظالم (
يوم القيامة عند ربكم تختصمون )
32. (
فمن ) أي لا أحد
( أظلم ممن
كذب على الله ) بنسبة
الشريك والولد إلأيه (
وكذب بالصدق ) بالقرآن ( إذ جاءه أليس في جهنم مثوى ) مأوى ( للكافرين ) بلى
33. (
والذي جاء بالصدق ) هو
النبي صلى الله عليه وسلم (
وصدق به ) هم
المؤمنون فالذي بمعنى الذين (
أولئك هم المتقون )
الشرك
34. (
لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ) لأنفسهم بإيمانهم
35. (
ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ) أسوأ وأحسن بمعنى السيء والحسن
36. (
أليس الله بكاف عبده ) أي
النبي بلى ( ويخوفونك ) الخطاب له ( بالذين من دونه ) الأصنام أي تقتله أو تخبله ( ومن يضلل الله فما له من هاد )
37. (
ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ) غالب على أمره ( ذي انتقام ) من أعدائه بلى
38. (
ولئن ) لام قسم ( سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم
ما تدعون ) تعبدون ( من دون الله ) الأصنام ( إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره ) لا ( أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته ) لا وفي قراءة بالإضافة فيهما ( قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون ) يثق الواثقون
39. ( قل
يا قوم اعملوا على مكانتكم )
حالتكم ( إني عامل ) على حالتي ( فسوف تعلمون )
40. ( من
) موصولة مفعول العلم ( يأتيه عذاب يخزيه ويحل ) ينزل ( عليه عذاب مقيم ) دائم هو عذاب النار وقد أخزاهم الله ببدر
41. (
إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ) متعلق بأنزل ( فمن اهتدى فلنفسه ) اهتداؤه ( ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل ) فتجبرهم على هدى
42. (
الله يتوفى الأنفس حين موتها )
يتوفى ( والتي لم
تمت في منامها )
يتوفاها وقت النوم (
فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) وقت موتها والمرسلة نفس التمييز تبقى بدونها نفس
الحياة بخلاف العكس ( إن
في ذلك ) المذكور ( لآيات ) دلالات ( لقوم يتفكرون ) فيعلمون أن القادر على ذلك قادر على البعث وقريش لم
يتفكروا في ذلك
43. ( أم
) بل ( اتخذوا من دون الله ) أي الأصنام آلهة ( شفعاء ) عند الله بزعمهم ( قل ) لهم
( أولو
كانوا لا يملكون شيئا ) من
الشفاعة وغيرها (
ولا يعقلون ) أنكم تعبدونهم
ولا غير ذلك لا
44. ( قل
لله الشفاعة جميعا ) أي
هو مختص بها فلا يشفع أحد إلا بإذنه ( له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون )
45. (
وإذا ذكر الله وحده ) أي
دون آلهتهم ( اشمأزت ) نفرت وانقبضت ( قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه ) أي الأصنام ( إذا هم يستبشرون )
46. ( قل
اللهم ) بمعنى يا
الله ( فاطر
السماوات والأرض )
مبدعها ( عالم
الغيب والشهادة ) ما
غاب وما شوهد (
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ) من أمر الدين اهدني لما اختلفوا فيه من الحق
47. (
ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم
القيامة وبدا ) ظهر ( لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون )
48. (
وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق ) نزل
( بهم ما
كانوا به يستهزئون ) أي
العذاب
49. (
فإذا مس الإنسان )
الجنس ( ضر دعانا
ثم إذا خولناه )
أعطيناه ( نعمة ) إنعاما ( منا قال إنما أوتيته على علم ) من الله بأني له أهل ( بل هي ) القولة ( فتنة ) بلية يبتلى بها العبد ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) أن التخويل استدراج وامتحان
50. ( قد
قالها الذين من قبلهم ) من
الأمم كقارون وقومه الراضين بها ( فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون )
51. (
فأصابهم سيئات ما كسبوا )
جزاؤها ( والذين
ظلموا من هؤلاء )
قريش ( سيصيبهم
سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين )
بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم
52. (
أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن ) يوسعه ( يشاء ويقدر ) امتحانا ( إن ) يضيقه
لمن يشاء ابتلاء ( في
ذلك لآيات لقوم يؤمنون قل ) به
53. ( قل
يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا ) بكسر النون وفتحها وقرىء بضمها تيأسوا ( من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) لمن تاب من الشرك ( إنه هو الغفور الرحيم )
54. (
وأنيبوا ) ارجعوا ( إلى ربكم وأسلموا ) أخلصوا العمل ( له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ) بمنعه إن لم يتوبوا
55. (
واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ) هو القرآن ( من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ) قبل إتيانه بوقته
56. فبادروا قبل ( أن تقول نفس يا حسرتى ) أي ندامتي ( على ما فرطت في جنب الله ) طاعته ( وإن )
مخففة من الثقيلة وإني (
كنت لمن الساخرين )
بدينه وكتابه
57. ( أو
تقول لو أن الله هداني )
بالطاعة فاهتديت (
لكنت من المتقين )
عذابه
58. ( أو
تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة ) رجعة إلى الدنيا ( فأكون من المحسنين ) المؤمنين فيقال له من قبل الله
59. (
بلى قد جاءتك آياتي )
القرآن وهو سبب الهداية (
فكذبت بها واستكبرت )
تكبرت عن الإيمان بها (
وكنت من الكافرين )
60. (
ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله ) بنسبة الشريك والولد إليه ( وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى ) مأوى ( للمتكبرين ) عن الإيمان بلى
61. (
وينجي الله ) من جهنم ( الذين اتقوا ) الشرك ( بمفازتهم ) بمكان فوزهم من الجنة بأن يجعلوا فيه ( لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون )
62. (
الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) متصرف فيه كيف يشاء
63. ( له
مقاليد السماوات والأرض )
مفاتيح خزائنها من المطر والنبات وغيرهما ( والذين كفروا بآيات الله ) القرآن ( أولئك هم الخاسرون ) متصل بقوله وينجي الله الذين اتقوا الخ وما بينهما
اعتراض
64. ( قل
أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ) غير منصوب بأعبد المعمول لتأمروني بتقدير أن بنون
واحدة وبنونين بإدغام وفك
65. (
ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك ) والله ( لئن أشركت ) يا محمد فرضا ( ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )
66. ( بل
الله ) وحده ( فاعبد وكن من الشاكرين ) إنعامه عليك
67. (
وما قدروا الله حق قدره ) ما
عرفوه حق معرفته أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره ( والأرض جميعا ) حال أي السبع ( قبضته ) أي مقبوضة له في ملكه وتصرفه ( يوم القيامة والسماوات مطويات ) مجموعات ( بيمينه ) بقدرته ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) معه
68. (
ونفخ في الصور )
النفخة الأولى (
فصعق ) مات ( من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) من الحور والولدان وغيرهما ( ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم ) جميع الخلائق الموتى ( قيام ينظرون ) ينتظرون ما يفعل بهم
69. (
وأشرقت الأرض ) أضاءت ( بنور ربها ) حين يتجلى الله لفصل القضاء ( ووضع الكتاب ) كتاب الأعمال للحساب ( وجيء بالنبيين والشهداء ) أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته يشهدون للرسل
بالبلاغ ( وقضي
بينهم بالحق ) أي العدل ( وهم لا يظلمون ) شيئا
70. (
ووفيت كل نفس ما عملت )
جزاءه ( وهو أعلم ) عالم ( بما يفعلون ) فلا يحتاج إلى شاهد
71. (
وسيق الذين كفروا )
بعنف ( إلى جهنم
زمرا ) جماعات
متفرقة ( حتى إذا
جاؤوها فتحت أبوابها )
جواب إذا ( وقال لهم
خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم ) القرآن وغيره ( وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة
العذاب ) أي لأملأن
جهنم الآية ( على
الكافرين )
72. (
قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ) مقدرين الخلود ( فبئس مثوى ) مأوى ( المتكبرين ) جهنم
73. (
وسيق الذين اتقوا ربهم )
بلطف ( إلى الجنة
زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها ) الواو فيه للحال بتقدير قد ( وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم ) حال ( فادخلوها خالدين ) مقدرين الخلود فيها وجواب إذا مقدر أي دخلوها وسوقهم
وفتح الأبواب قبل مجيئهم تكرمة لهم وسوق الكفار وفتح أبواب جهنم عند مجيئهم ليبقى
حرها إليهم إهانة لهم
74. (
وقالوا ) عطف على
دخولها المقدر (
الحمد لله الذي صدقنا وعده )
بالجنة ( وأورثنا
الأرض ) أي أرض
الجنة ( نتبوأ ) ننزل ( من الجنة حيث نشاء ) لأنها كلها لا يختار فيها مكان على مكان ( فنعم أجر العاملين ) الجنة
75. (
وترى الملائكة حافين ) حال
( من حول
العرش ) من كل جانب
منه ( يسبحون ) حال من ضمير حافين ( بحمد ربهم ) ملابسين للحمد يقولون سبحان الله وبحمده ( وقضي بينهم ) بين جميع الخلائق ( بالحق ) العدل فيدخل المؤمنون الجنة والكافرون النار ( وقيل الحمد لله رب العالمين ) ختم استقرار الفريقين بالحمد من الملائكة