سـورة
إبراهيم
تناولت موضوع العقيدة في أصولها الكبيرة ، ويكاد يكون محورها الرئيسي : ( الرسالة والرسول ) فقد تناولت دعوة الرسل
الكرام بشيء من التفصيل ، وبيّنت وظيفة الرسول ووضحت معنى وحدة الرسالات السماوية ، فالأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين
جاءوا لتشييد صرح الإيمان وتعريف الناس بالإله الحق وإخراج البشرية من الظلمات إلى
النور.
1- ابتدأت السورة ببيان
إعجاز القرآن ، ثم انتقلت لتهديد المشركين بالعذاب الأليم نتيجة عنادهم ، كما
تحدثت الآيات عن استهزاء الكفار بالرسل ، وما أعد الله تعالى لهم من نكال في
الآخرة ، من قوله تعالى : ( الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ
النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ
الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {1}) إلى قوله تعالى : (..وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن
وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ {17})
2- شبّهت الآيات أعمال
الكفار برماد اشتدت به الريح في يومٍ عاصفٍ ، وذلك تبيانا على زوالها وضياعها ،
وذكرت المناظرة بين الرؤساء والأتباع ، وأعقبتها بالتذكير بنعم الله على العباد
ليعبدوه ويشكروه ، من قوله تعالى : (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ
أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ.. {18})
إلى قوله تعالى : (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ
نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ {34})
3- تحدثت الآيات عن أبي
الأنبياء إبراهيم عليه السلام ومبالغته في هدم الشرك والأوثان للاقتداء به واقتفاء
أثر خطاه ، من قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن
نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ {35}) إلى قوله تعالى : (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي
وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {41})
4- ذكرت موقف الظالمين يوم الدين ، وما يعتريهم من
ذل وهوان في يوم الحشر الأكبر ، من قوله
تعالى : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ {42}) إلى قوله
تعالى : (هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا
هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ {52})