سورة النّـور
من السور التي تتـناول الأحكام التشريعية
وتعنى بأمور الأخلاق وتهتم بالقضايا العامة والخاصة التي ينبغي أن يربى عليها
المسلمون أفرادا وجماعات .
1- ذكرت بعض الحدود
الشرعية التي فرضها الله تعالى على الناس ، كحد الزنى وحد القذف وحد اللعان ، التي
شرعت تطهيرا للمجتمع من الفساد والفوضى واختلاط الأنساب والانحلال الخلقي ، وحفظاً
للأمة من عوامل التردي والانحلال ، من قوله
تعالى : (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ
بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {1} الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا
كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ... {2} ) إلى قوله تعالى : (وَلَوْلَا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ {10})
2- انتقلت الآيات لتـتحدّث
عن (حادثة الإفك ) وردّة فعل كل من المؤمنين والمنافقين وشدّدت الوعيد والتهديد
لمن يحب أن يشيع الفاحشة بين الناس دون دليل ، من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ
جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ... {11} )، إلى قوله تعالى : (وَلَوْلَا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ {20})
3- أعقبت ذلك التحذير من
سلوك طريق الشيطان الذي يدعو الإنسان للشر والفساد ، ثم ذكرت آداب الاستئذان
والزيارة ، و أتبعتها بآيات غض البصر ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ... {21}) إلى قوله تعالى : (وَلَقَدْ
أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا
مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {34}).
4- لمّا وصفت الآيات
بأنه تعالى قد أنزل آيات مبينات ، وأقام الدلائل على وحدانيته واختصاصه بتشريع
الأحكام التي فيها سعادة المجتمع أعقبته بذكر مثالين :
أحدهما في بيان أن دلائل الوحدانية والإيمان في
غاية الظهور.
والثاني
: في بيان أن أديان الكفرة في نهاية الظلمة والخفاء .
من
قوله تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ
كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ... {35}) إلى قوله تعالى : (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {52})
5- لما ذكرت الآيات صفات
المنافقين القبيحة ، أعقبت ذلك بذكر ما انطوت عليه نفوسهم من مكرٍ واحتيالٍ وحلفٍ
كاذبٍ بأغلظ الأيمان .
6-
ختمت
السورة الكريمة بالتحذير من سلوك طريق المنافقين ، من قوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ
جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا... {53})
إلى قوله تعالى : ( وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ
إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {64}) .