سورة لقمان
تعالج هذه السورة موضوع العقيدة بالتركيز
على أصولها : ( الوحدانية والنبوة والبعث والنشور) .
1- ابتدأت الآيات بذكر القرآن
الكريم الذي جعله الله تعالى هدى وشفاء ورحمة للمحسنين، وذكرت حال السعداء الذين
اهتدوا بالقرآن الكريم وحال الأشقياء
الذين أعرضوا عنه ، كما بينت قدرة الله
العظيمة على خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما ، من قوله تعالى : (الم
{1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ {2} هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ
{3} ) إلى قوله تعالى : (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ
مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {11})
2- اشتملت على مواعظ
لقمان الحكيم ووصاياه لابنه ، وقد ذكره تعالى بأحسن الذكر وهو يوصي ولده ويمنحه
أفضل ما يعرف من الحكمة والدعوة للرشاد والتحذير من الشرك ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ
الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ {12}) إلى قوله تعالى : (وَاقْصِدْ
فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ
الْحَمِيرِ {19})
3- ختمت السورة ببيان نعم الله تعالى ودلائل قدرته في الكون
محذرة المشركين من ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون ، مخبرة عن جلال
الله وعظمته وكبريائه وجلاله وأسمائه الحسنى وصفاته العلا وعلمه بمفاتيح
الغيب ، من قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ
سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) إلى قوله تعالى : (
... وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
{34})