سـورة
الأحــزاب
وتتناول جوانب التشريع وتتناول حياة
المسلمين الخاصة والعامة وخاصة أمر الأسرة ، فقد شرع القرآن الكريم من الأحكام ما
يكفل لها الهناء ، وأبطل بعض التقاليد الموروثة مثل : التبني والظهار واعتقاد وجود
قلبين لكل إنسان وطهر المجتمع من رواسب التخلف الجاهلي .
1- بدأت السورة بدعوة النبي للتقوى والتوكل على الله
واتباع تعاليم القرآن الكريم ، ثم انتقلت الآيات لتحرّم الظهار ونفي أن يكون
الأدعياء من الأبناء ، وبينت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرب للمؤمن من نفسه
وزوجاته أمهاتهم في المحبة والاحترام وانتقلت الآيات لتبين أن الله تعالى أخذ
الميثاق من كل الأنبياء والرسل على القيام بدنه وسيسألون عنه ، من قوله تعالى : (يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً {1}) ، إلى قوله تعالى : (لِيَسْأَلَ
الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً {8})
2- تحدثت الآيات بالتفصيل
عن غزوة الخندق ( غزوة الأحزاب ) وصورتها بدقة ، وكشفت خفايا المنافقين وحذرت منهم
و كشفت كل ستر عنهم ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا
نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ ... {9}) إلى قوله تعالى : ( ... يَسْأَلُونَ عَنْ
أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً {20})
3- أمرت المؤمنين بالاقتداء برسولهم الكريم في دروس
التضحية والفداء ، ثم جاء الحديث عن زوجات
النبي صلى الله عليه وسلم في زهدهن وعدم التطلع إلى زهرة الدنيا لأنهن قدوة لسائر
نساء المؤمنين ،كما ذكر تعالى صفات المؤمنين وما نالوه من درجات رفيعة ، من قوله
تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ
يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً {21}) إلى قوله
تعالى : ( ... وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ
لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً {35})
4- أعقبها تعالى ببيان أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من
طاعة الله ثم بينت الآيات قصة زيد بن حارثة رضي الله عنه وبينت جواز زواج النبي
صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش بعد أن طلقها زيد بن حارثة ليكون صلى الله
عليه وسلم قدوة للمسلمين في جواز الزواج بزوجة الدعيّ ، فقطعت الآيات أبوة النبي
بزيد وبقية المسلمين في النسب ، من قوله
تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ.. {36}) إلى قوله تعالى : (مَّا
كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ
وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً {40})
5- ثم دعت الآيات لذكر
الله تعالى وتسبيحه وبينت سبب إرسال الرسل و ذكّرتهم بنعمته تعالى عليهم بإرساله
المبعوث رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم إليهم ، و ذكر ت حاله صلى الله
عليه وسلم مع أزواجه للتأسي بهم والاقتداء ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً {41}) إلى قوله تعالى : (
... إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً
{52})
6- ذكرت الآيات الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمنون عند
دخولهم بيوت النبي صلى الله عليه وسلم من الاستئذان وعدم الإثقال ، ثم بيّن شرف
الرسول صلى الله عليه وسلم بصلاة الله والملائكة عليه ، من قوله تعالى : (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن
يُؤْذَنَ لَكُمْ... {53}) إلى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً
وَإِثْماً مُّبِيناً {58})
7- أمر الله تعالى نساء
المؤمنين في الآيات التي تليها بالحجاب ، ثم بينت الآيات لعنة الله للمنافقين إن
لم ينتهوا عن مؤامراتهم الخبيثة ،
وختمت السورة بالحديث عن الساعة
وأهوالها وحال أهل السعادة والشقاء فيها ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ
عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ... {59}) إلى قوله تعالى : ( ... وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {73}) .