ســورة فاطر
وتتحدث عن قضايا العقيدة الكبرى: (الدعوة
إلى توحيد الله وإقامة البراهين على وجوده ، وهدم قواعد الشرك ، والحث على تطهير القلوب من الرذائل والتحلي
بمكارم الأخلاق ) .
1- تحدثت في البدء عن
الخالق المبدع الذي فطر الأكوان وخلق الملائكة والإنس والجن ،وتحدثت عن رحمة الله
تعالى بالناس ، ونعمته عليهم ، وعن تكذيب المشركين وكفرانهم بالنعم ، فتوعدتهم
بعذاب شديد وبشرت المؤمنين بالجنة ، من قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ
مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{1}) إلى قوله تعالى : (... فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ
عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {8})
2-
تابعت الآيات تتحدث نعم الله تعالى على الناس من
إرسال الرياح ونزول الغيث وعن خلق الإنسان من تراب وخلق البحار والليل والنهار
وسخرت من أولئك الذين يعبدون غير الله تعالى رغم كل هذه الدلائل والنعم ، من قوله تعالى : (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ
الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ... {9}) إلى
قوله تعالى : ( ..وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ
مِثْلُ خَبِيرٍ {14})
3- ذكّر الله تعالى
عباده في الآيات بحاجتهم إليه واستغنائه جل وعلا عن جميع الخلق ، وضرب الأمثال
للتفريق بين المؤمن والكافر بالأعمى والبصير والظلام والنور ، وتابعت الآيات تذكر
نعم الله تعالى وحثت على تلاوة كتابه الكريم مرغبة لهم بالجزاء المقيم لهم في
الجنة ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا
النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
{15}) إلى قوله تعالى : (وَالَّذِي
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ {31})
4- لما أثنى تعالى على
عباده الذين يتلون القرآن ، ذكر هنا انقسام الأمة الإسلامية أمام هذا الكنـز
العظيم لثلاثة أقسام : الظالم لنفسه ، والمقتصد ، والسابق بالخيرات ، ثم ذكر مآل
الأبرار والفجار ليظل العبد بين الخوف والرجاء والرغبة والرهبة ، من قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ... {32}) إلى قوله تعالى : (
... وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ
فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً {45})