سورة النسـاء
هي
سورة مليئة بالأحكام الشرعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية للمسلمين
، أتت سورة النسـاء لتتحدث عن نماذج للمستضعفين
في المجتمع ، ولتتحدث عن أمور هامة تخص
المرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع ، لكن معظم الأحكام فيها بحثت موضوع
( النساء) ولذلك سميت بهذا الاسم .
1- افتتح الله تعالى سورة النساء بخطاب الناس جميعا
ودعوتهم للإيمان بالله وحده .
ثم انتقلت
الآيات لتوصي بالأيتام والنساء خيراً ، وذكرت حق الأقارب وأحكام المواريث ، من
قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن
نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا.. {1}) إلى قوله تعالى : (وَمَن
يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً
فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {14} )
2-
بيّنت الحدود المتوجب إقامتها على
كل من الرجال والنساء إن ارتكبوا الفاحشة
، وحذرت من عادات الجاهلية في ظلم النساء ، وأكل مهورهن ، وعدم معاملتهن المعاملة الحسنة ،وأعقبت ذلك
بذكر المحرمات من النساء اللواتي لا يجوز الزواج بهن ، من قوله تعالى : (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ
الْفَاحِشَةَ مِن نسائكم فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ... {15})
إلى قوله تعالى : ( إِن تَجْتَنِبُواْ كبائر مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ
عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً {31})
3-
نهت عن تمني ما خصّ الله به كلا من الجنسين على الآخر لأنه ذلك سبب للحسد والبغضاء ، وذكرت الآيات حقوق كل من
الزوجين على الآخر، وأرشدت إلى الخطوات التي ينبغي التدرج بها في حالة النشوز
والعصيان ،كما حثت بعدها على الإنفاق في سبيل الله ، من قوله تعالى : (وَلاَ
تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ
نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ... {32})
، إلى قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ
الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ
يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً {42})
4-
انتقلت للنهي عن الصلاة بعد شرب الخمر ، وبينت نواقض الوضوء ، وضرورة
التيمم في حالة عدم وجود الماء ، ثم انتقلت لتبين تحريف اليهود للكتب السماوية ،
ودعت للإيمان بالله من قبل أن يحل العذاب على الكافرين كما حل بالأمم السابقة كما
بينت أحوال الكفار في الآخرة وتمنيهم لو تسوى بهم الأرض ، كما بينت عقائد أهل
الكتاب الزائغة ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ
تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى.... فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ
وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً {43}) ، إلى قوله تعالى : ( .. لَّهُمْ فِيهَا
أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً {57})
5- وجّهت المؤمنين لطريق السعادة
بطاعة الله ورسوله ، وأداء الأمانة والحكم بالعدل ثم ذكرت صفات المنافقين التي
ينبغي الحذر منها ، من قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ
الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.. {58}) إلى قوله
تعالى : (ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً {70})
6- من الإصلاح الداخلي
انتقلت إلى الاستعداد للأمن الخارجي الذي يحفظ على الأمة استقرارها وهدوءها ،
فأمرت بأخذ العدة لمكافحة الأعداء ، وبينت حال المتخلفين عن الجهاد المثبطين
للعزائم من المنافقين محذرة المؤمنين من شرهم ، من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ
جَمِيعاً {71}) ، إلى قوله تعالى : (اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ
لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ
مِنَ اللّهِ حَدِيثاً {87})
7-
أعقبت الحديث بذكر نوع آخر من المنافقين وهم : المظهرون إسلامهم ولم
يهاجروا مع كفرهم ، حيث وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم في قتالهم اشتباه فجاءت
الآيات لتدفع ذلك الاشتباه وتحذر منهم ، ثم ذكرت حكم القتل الخطأ والقتل العمد
وذكرت مراتب المجاهدين ومنازلهم الرفيعة في الآخرة ، من قوله تعالى : (فَمَا لَكُمْ فِي
الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ... {88}) إلى
قوله تعالى : (دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً
رَّحِيماً {96})
8- ذكرت عقاب القاعدين
عن الجهاد الذين سكنوا في بلاد الكفر ، ثم رغبت في الهجرة من دار الكفر إلى دار
الإيمان ، وما يترتب عليها من سعة وأجر ، وبيّنت كيفية صلاة المسافر وطريقة صلاة
الخوف .
ثم أتبعت
ذلك بمثال رائع للعدالة بإنصاف يهودي اتهم ظلماً بالسرقة وإدانة من تآمروا عليه ،
من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي
أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي
الأَرْضِ.. {97}) إلى قوله تعالى : (...وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ
وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً {113})
9-
تطرقت الآيات لموضوع النجوى وأنها لا تخفى على الله تعالى ، وأن مخالفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم جرم عظيم ،ثم حذرت ثانية من ظلم النساء في ميراثهن
ومهورهن ، وذكرت النشوز وطرق الإصلاح بين الزوجين ، من قوله تعالى : (لاَّ خَيْرَ
فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ
إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ.. {114}) ، إلى
قوله تعالى : (مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً {134})
10-
أمر الله تعالى في الآيات بالعدل التام في جميع الأحكام ، ودعت الآيات
لأداء الشهادة على الوجه الأكمل وأعقبت ذلك ذكر أوصاف المنافقين المخزية ومالهم من
عقاب وعذاب أليم ، من قوله تعالى (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ
وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ... {135}) إلى قوله تعالى : (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ
بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً {147})
11-
ذكرت الآيات أنه تعالى لا يحب إظهار القبائح إلا في حق من زاد ضرّه ، ثم تحدث عن اليهود وموقفهم من رسل الله الكرام وعدّد
جرائمهم الشنيعة ، من قوله تعالى : (لاَّ
يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ
اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً {148}) إلى قوله تعالى : ( ... وَالْمُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً {162})
12-
ذكرت أن الإيمان بجميع الرسل شرط
لصحة الإيمان وأنه تعالى أرسل سائر الرسل مبشرين ومنذرين ، ثم دعت النصارى إلى عدم
الغلو في شأن المسيح باعتقادهم فيه فهو ليس ابن الله كما يزعمون ، ثم ختمت بآية
الكلالة التي تدعو لرعاية حقوق الورثة من الأقرباء ، من قوله تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ... {163} ) إلى قوله
تعالى : ( ... يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ {176}