سورة
التحريم
تتناول
السورة الشئون التشريعية ، وتعالج قضايا وأحكاما تتعلق ببيت النبوة وبأمهات
المؤمنين الطاهرات في إطار تهيئة البيت المسلم والنموذج الأكمل للأسر السعيدة.
1- ابتدأت بعتاب للنبي صلى الله عليه وسلم عتاباً
رقيقاً حين حرّم على نفسه سريته ( مارية ) أو شرب العسل مراعاة لخاطر بعض زوجاته
وقد شرع الله للمسلمين ككل ما تنحل به الأيمان قبل الحنث وما تكفر به بعد الحنث ، من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ
مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مرضاة أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ{1}) إلى قوله تعالى : (...وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ {2})
2- تناولت أمراً خطيراً ألا وهو إفشاء السر بين
الزوجين وضربت مثالاً بالسيدة حفصة التي أفشت سر رسول الله لعائشة حتى هم بتطليق
أزواجه ، قال تعالى: (وَإِذْ أَسَرَّ
النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ
وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا
نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ
الْخَبِيرُ {3})
3- وجهت الآيات الخطاب
للزوجتين الكريمتين : حفصة ، وعائشة رضي الله عنهما ، فعرضت عليهما التوبة وعاتبهما الله تعالى في
الآيات وحذرهما من التعاون على ما يشق على النبي صلى الله عليه وسلم فالله تعالى
وملائكته والمؤمنين هم أعوان لرسول الله ،
وحذرتهما من الطلاق واستبدال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأزواج خيرا منهن ، من
قوله تعالى : (إِن تَتُوبَا إِلَى
اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا .... {4}) إلى قوله تعالى : ( ....
مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ
وَأَبْكَاراً {5})
4- حذرت الآيات المؤمنين
من النار وصورتها تصويراً مرعباً ، وبينت للكافرين أن لا فائدة من اعتذرهم عندما
يحل العذاب ، من قوله تعالى : ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً... {6}) إلى
قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ
إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {7})
5- رغبت المؤمنين
بالتوبة النصوح وبينت لهم النعيم في الجنة ترغيباً لهم ، وأمرت النبي صلى الله
عليه وسلم بجهاد الكافرين ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً...) إلى قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {9})
6- ختمت بضرب مثلين :
الأول للزوجة الكافرة في عصمة الرجل الصالح المؤمن ، ومثلا للزوجة المؤمنة في عصمة
الرجل الكافر ، تنبيها أنه في الآخرة لا
يغني أحد عن أحد ، قال تعالى: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا
اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ.. {10})
، إلى قوله تعالى : (.. وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ
وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12}) .