صلاح الدين الأيوبي يملك حلب .

تفاصيل الحدث :

سار صَلاحُ الدين من عين تاب إلى حلب، فنزل عليها، في الميدان الأخضر، وأقام به عدَّة أيام، ثم انتقل إلى جبل جوشن فنزل بأعلاه، وأظهَرَ أنه يريد أن يبنيَ مساكِنَ له ولأصحابه وعساكِرِه، وأقام عليها أيامًا والقتالُ بين العسكرين كل َّيوم، وكان صاحِبُ حلب عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي، ومعه العسكرُ النوري، وهم مجِدُّون في القتال، فلما رأى كثرةَ الخرجِ، كأنَّه شَحَّ بالمال، فحضر يومًا عنده بعضُ أجناده، وطلبوا منه شيئًا، فاعتذر بقلة المال عنده، فقال له بعضُهم: من يريدُ أن يحفَظَ مثل حلَب يُخرِجُ الأموالَ، ولو باع حُلِيَّ نسائه، فمال حينئذٍ إلى تسليمِ حَلَب وأخْذِ العِوَض منها، وأرسل مع الأميرِ طمان الياروقي، وكان يميلُ إلى صلاح الدين وهواه معه، فلهذا أرسَلَه فقرر قاعدةَ الصُّلحِ على أن يُسَلِّمَ عماد الدين حَلَب إلى صلاح الدين ويأخذ عِوَضَها سنجار، ونصيبين، والخابور، والرقة وسروج، وأخَذَ عِوَضَها قرى ومزارع، فنزل عنها عشر صفر، وتسلَّمَها صلاح الدين.

العودة الى الفهرس