صلاح الدين الأيوبي يفتح مدينة عكا .

تفاصيل الحدث :

لَمَّا فَرَغ صلاحُ الدين من طبريَّة سار عنها يوم الثلاثاء ووصَلَ إلى عكا يومَ الأربعاء، وقد صَعِدَ أهلُها على سورها يُظهِرونَ الامتناعَ والحِفظَ، وركب يوم الخميس، وقد صَمَّمَ على الزحف إلى البلَدِ وقِتالِه، فبينما هو ينظُرُ مِن أين يزحَفُ ويقاتِلُ إذ خرج كثيرٌ مِن أهلها يَضرَعونَ، ويطلبون الأمانَ، فأجابهم إلى ذلك، وأمَّنَهم على أنفُسِهم وأموالهم، وخيَّرَهم بين الإقامة والظَّعنِ، فاختاروا الرحيلَ؛ خوفًا من المسلمينَ، وساروا عنها متفَرِّقين، وحَمَلوا ما أمكَنَهم حَملُه من أموالهم، وتركوا الباقيَ على حالِه، ودخل المسلمونَ إليها يومَ الجمعة مستهَلَّ جمادى الأولى، وصَلَّوا بها الجمعةَ في جامعٍ كان للمسلمينَ قديمًا، ثمَّ جعله الفرنجُ بِيعةً، ثمَّ جعله صلاحُ الدين جامعًا، وهذه الجمعةُ أوَّلُ جمعة أُقيمَت بالساحل الشامي بعد أن مَلَكه الفرنجُ، وسلم البلد إلى ولده الأفضل، وأقام صلاحُ الدين بعكَّا عدة أيام لإصلاحِ حالِها وتقريرِ قواعِدِها.

العودة الى الفهرس