ظهور رجل يدعي أنه محمد بن الحسن المهدي من فرقة النصيرية .

تفاصيل الحدث :

ظهر في سابع عشر ذي القعدة رجلٌ من أهل قرية قرطياوس من أعمالِ جبلة بساحل الشامِ زَعَم أنه محمد بن الحسن المهديُّ، وأنَّه بينما هو قائِمٌ يَحرُث إذ جاءه طائرٌ أبيضُ فنَقَب جنْبَه وأخرج روحَه وأدخل في جَسَدِه روحَ محمد بن الحسن، فاجتمع عليه من النصيريَّة القائلين بإلهيَّةِ عليِّ بن أبي طالب نحو الخمسة آلاف، وأمرهم بالسجودِ له فسجدوا، وأباح لهم الخَمرَ وتَرْك الصلوات وصَرَّحَ بأن لا إله إلا عليّ ولا حجاب إلا محمد، ورفع الراياتِ الحُمرَ، وشمعة كبيرة توقَدُ بالنَّهارِ ويَحمِلُها شابٌّ أمرَدُ زعم أنه إبراهيم بن أدهم، وأنه أحياه، وسمَّى أخاه المقداد بن الأسود الكنديَّ، وسمى آخَرَ جبريل، وصار يقول له: اطلع إليه وقُلْ كذا وكذا، ويشيرُ إلى الباري سبحانه وتعالى، وهو بزَعمِه علي بن أبي طالب، فيخرج المسمَّى جبريل ويغيب قليلًا، ثم يأتي ويقول: افعَلْ رأيك، ثم جمعَ هذا الدعِيُّ أصحابَه وهجم على المسلمينَ بجَبَلة يوم الجمعة العشرين منه، فقَتَل وسبى وأعلن بكُفرِه، وسبَّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فجرَّدَ إليه نائب طرابلس الأميرُ شهاب الدين قرطاي الأميرَ بدر الدين بيليك العثماني المنصوري على ألفِ فارسٍ فقاتلهم إلى أن قُتِلَ الدعيُّ، وكانت مُدَّةُ خروجه إلى قَتلِه خمسةُ أيام، فتمزقت جماعةُ هذا الثائر بجَبَلة، وكان قد ادَّعى أنَّ دينَ النُّصيريَّة حَقٌّ، وأن الملائكة تَنصُرُه!

العودة الى الفهرس