احتراق باب جيرون أحد الأبواب المشهورة لمدينة دمشق .

تفاصيل الحدث :

في ليلة الاثنين سادس عشر صفر في هذه السنة وقَعَ حَريقٌ عظيم عند باب جيرون شرقيَّه فاحترق به دكان القفاعي الكبيرة المزخرفة وما حولها، واتَّسع اتساعًا عظيمًا، واتَّصَل الحريق بالباب الأصفر من النحاس، فبادر ديوان الجامع إليه فكَشَطوا ما عليه من النحاس ونقلوه من يومه إلى خزانة الحاصل، بمقصورة الحلبية، بمشهد علي، ثم عَدَوا عليه يكَسِّرون خشبه بالفؤوس الحداد، والسواعد الشداد، وإذا هو من خشب الصنوبر الذي في غاية ما يكونُ مِن القوة والثبات، وتأسَّفَ الناس عليه؛ لكونه كان من محاسِنِ البلد ومعالمه، وله في الوجودِ ما ينَيِّفُ عن أربعة آلاف سنة، وباب جيرون المشهور بدمشق هو باب سر في جامع دمشق لم يُرَ باب أوسع ولا أعلى منه، فيما يُعرَفُ من الأبنية في الدنيا، وله عَلَمان من نحاس أصفر بمسامير نحاس أصفر أيضًا بارزة، من عجائبِ الدنيا، ومحاسن دمشق ومعالِمها، وقد تم بناؤها، وقد ذكَرَته العَرَبُ في أشعارها والناس، وهو منسوب إلى ملك يقال له جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وهو الذي بناه، وكان بناؤه له قبل الخليلِ عليه السلام، بل قبل ثمود وهود أيضًا، على ما ذكره الحافِظُ ابن عساكر في تاريخه وكان فوقه حصنٌ عظيم، وقَصرٌ منيف، ويقال: بل هو منسوب إلى اسم المارد الذي بناه لسليمان عليه السلام، وكان اسمُ ذلك المارد جيرون، والأولُ أظهَرُ وأشهَرُ، فعلى الأول يكونُ لهذا الباب من المُدَد المتطاولة ما يقارب خمسة آلاف سنة، ثم كان انجعاف هذا الباب لا من تلقاء نفسِه بل بالأيدي العاديةِ عليه، بسبب ما ناله من شَوطِ الحريق، وذكر ابن كثير: "أن أبواب دمشق كانت سبعةً كُلٌّ منها يُتَّخَذُ عنده عيدٌ لهيكل من الهياكل السبعة، فبابُ القمر باب السلامة، وكانوا يسمونَه باب الفراديس الصغير، ولعطارد باب الفراديس الكبير، وللزهرة باب توما، وللشمس الباب الشرقي، وللمريخ باب الجابية، وللمشتري باب الجابية الصغير، ولزحل باب كيسان"

العودة الى الفهرس