سعدون بن عريعر يغزو بريدة بتحريض من أهل القصيم .

تفاصيل الحدث :

قدم أميرُ الأحساء سعدون بن عريعر القصيمَ لِمساندة أهلِها في الغدر بأتباعِ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنصار الدرعية، وكان معه بنو خالد، وقد استنفر الظفير وعربان شمر ومن حضَر من عربان عنزة، فنزلوا بريدةَ وأحاطوا بها، فبادر رجالٌ منهم للقتال، فظهر أهلُ البلد فقتلوهم وأرسلوا برؤوسِهم لسعدون فامتلأ غيظًا وغضبًا، فهدد باستئصالهم إن ظفر بهم، فزحف على البلدة فوقع قتالٌ شديدٌ ولم ينَلْ منهم بشيءٍ، فحمل عليهم في الغدِ، وأراد جنودُه أن يتسوَّروا السورَ، لكن أهلَ بُريدة دافعوا عنه فانهزم جندُ سعدون وتركوا قتلاهم عند السور، فاستشار أهلَ القصيم في مكيدةٍ يكيد بها أهلَ بُريدة، فأشاروا أن يصنعَ مِدفَعًا كبيرًا يرمي به سور البلدِ وأبراجَه، لكنَّه لم يفلِحْ في صناعتِه على الرغم من دَعمِ أهل القصيم له بالموادِّ اللازمة، واستمرَّ القتالُ عدة أيام والنصرُ فيه حليفٌ لأهل بريدة، ثم بنى قصرًا أمام البلدة وضع فيه رجالًا، فتمكن أهل بريدة مِن قَتلِهم وهدم القصرِ، وأثناء الحصار تعرَّض سارحة سعدون إلى النَّهبِ مِن أهل الرَّس، وقُتل عددٌ من رجاله، وكان رئيس بريدة وبطلُها الذي يدير الحربَ ضِدَّ سعدون وأتباعه هو حجيلان بن حمد من رؤساء آل أبي عليان، فلما مضى خمسة أشهر وضاقت صدورُ العربان من الحربِ، حمل سعدون وجموعُه حملةً هائلة على الأسوار والبرج وقاتلهم أهلُ البلد قتالًا شديدًا حتى ردُّوهم على أعقابهم وقتلوا منهم عدَّةَ قتلى، فداخلهم بعد ذلك الفشلُ، فقرَّروا الرحيلَ، ولما رحلوا تفرَّق أهل القصيم وعادوا إلى أوطانهم, فخرج حجيلان بأهلِ بريدة فدخل الشماسَ وقتل من وجدَ فيها، وهربَ أهلُها فانزعجت قلوبُ أهل القصيم بعد ذلك، فأرسلوا إلى حجيلان يطلبون منه الأمان فطلب عليهم النَّكالَ مِن الأموالِ فوَفَوا له بها.

العودة الى الفهرس