وصول الحملة التي أعدها محمد علي باشا إلى ينبع .

تفاصيل الحدث :

كان محمد علي باشا والي مصر يعمَلُ على تكوين دولة كبرى على حسابِ الدولة العثمانية، فضَمَّ السودان والشام وأجزاءً من بلاد اليونان والأناضول إلى سيطرته. وكان يَعُدُّ شبهَ جزيرة العرب من المناطق التابعة لدولته؛ ولهذا لم يكن غافلًا عما يجري في نجد من حركة لإعادة الدولة السعودية. ووجد أنَّ مِمَّا يسهل عَمَلَ الحملات العسكرية أن يترأَّسَها أحدُ أفراد الأسرة السعودية. وأراد محمد علي باشا التخاطبَ مع الإمام فيصل بن تركي، فأرسل إليه دوسري بن عبد الوهاب أبو نقطة، مبعوثًا ليكونَ وسيطًا بينهما. وطلب من الإمامِ فيصل إرسالَ الخَراج إليه، وتزويد القوات المصرية المحاربة في شبه الجزيرة العربية ببعض ما تحتاج إليه. ولكن الإمام لم يشأ أن يلبِّيَ هذه الطلبات، ربما لأنَّه خَشِيَ أن تُستعمَلَ ضِدَّه مستقبلًا. وفي الوقت نفسِه اتخذ موقفًا لينًا تجاه حكومة محمد علي، فأرسل هدايا ثمينة إلى أحمد باشا ممثِّل محمد علي في الحجاز مع أخيه جلوي بن تركي، على أملِ أن يكونَ في ذلك تعبيرٌ عن حُسنِ نيَّتِه تجاه الدولة. وأبدى استعدادَه لتلبية بعضِ طلبات القوات المصرية من الإبل. لكِنَّ محمد علي لم يقتنِعْ بذلك الموقف، فجهَّز حملة عسكرية بقيادة إسماعيل بك، ووضع على رأسِها -من الناحية الشكلية- خالد بن سعود بن عبد العزيز -الشقيق الأكبر للإمام عبد الله بن سعود- وكان خالد بن سعود قد أسَرَه إبراهيم باشا عند سقوط الدرعية، وأُرسِلَ إلى مصر مع بقَّية آل سعود، ووصلت الحملةُ إلى ينبع في هذه السنة.

العودة الى الفهرس