تفسير الطبري
تفسير الآية رقم 161 من سورة النساء
وقوله: " وأخذهم الربا "، وهو أخذهم ما أفضلوا على رءوس أموالهم، لفضل تأخير في الأجل بعد مَحِلِّها، وقد بينت معنى " الربا " فيما مضى قبل، بما أغنى عن إعادته. (71)
* * *
=" وقد نهوا عنه " يعني: عن أخذ الربا.
* * *
وقوله: " وأكلهم أموالَ الناس بالباطل "، يعني ما كانوا يأخذون من الرُّشَى على الحكم، كما وصفهم الله به في قوله: وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة المائدة: 62]. وكان من أكلهم أموال الناس بالباطل، ما كانوا يأخذون من أثمان الكتب التي كانوا يكتبونها بأيديهم، ثم يقولون: هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وما أشبه ذلك من المآكل الخسيسة الخبيثة. فعاقبهم الله على جميع ذلك، بتحريمه ما حرَّم عليهم من الطيبات التي كانت لهم حلالا قبل ذلك.
وإنما وصفهم الله بأنهم أكلوا ما أكلوا من أموال الناس كذلك بالباطل، (72) لأنهم أكلوه بغير استحقاق، (73) وأخذوا أموالهم منهم بغير استيجاب.
* * *
وقوله: " وأعتدنا للكافرين منهم عذابًا أليمًا "، (74) يعني: وجعلنا للكافرين بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم من هؤلاء اليهود، (75) العذاب الأليم= وهو الموجع (76) = من عذاب جهنم عنده، (77) يصلونها في الآخرة، إذا وردوا على ربهم، فيعاقبهم بها.
--------------------
الهوامش :
(71) انظر تفسير"الربا" فيما سلف 6 : 7 ، 8 ، 13 ، 15 ، 22.
(72) انظر تفسير"أكل الأموال بالباطل" فيما سلف 3 : 548 / 7 : 528 ، 578 / 8 : 216.
(73) في المطبوعة: "بأنهم أكلوه ..." ، والصواب من المخطوطة.
(74) في المطبوعة: "فقوله: ..." ، والصواب من المخطوطة.
(75) انظر تفسير"أعتد" فيما سلف 8 : 103 ، 355 / 9 : 353.
(76) انظر تفسير"الأليم" فيما سلف من فهارس اللغة.
(77) في المطبوعة: "من عذاب جهنم عدة يصلونها ..." والصواب من المخطوطة.