رأيت أكثر من طالب للعلم الشرعي مصابًا بتعب نفسي واكتئاب؛ والسبب – والله أعلم- كبر الطموح مع قلة الثمرة التي يراها، وصعوبة الظروف والواقع؛ فيظل بين هذين حتى يصاب بالتوتر والقلق والضيق والاكتئاب..
رأيت أكثر من طالب للعلم الشرعي مصابًا بتعب نفسي واكتئاب؛ والسبب – والله أعلم- كبر الطموح مع قلة الثمرة التي يراها، وصعوبة الظروف والواقع؛ فيظل بين هذين حتى يصاب بالتوتر والقلق والضيق والاكتئاب..
وقد أوتوا من غياب الهدف الأسمى؛ ونسيانه، والغفلة عنه؛ فالهدف الأسمى الفوز بالجنة؛ ولكنهم حصروا الفوز فيها بطريق العلم، ومع أنهم في طريق العلم وقد كتبهم الله من أهله فإنهم حصروا العلم بالثمرة والإنتاج فقط..
ولو خرجوا من هذه الدائرة التي أحاطوا أنفسهم فيها لوجدوا أنهم يحققون المقصد الأسمى بأفعال كثيرهم؛ فهم بررة بوالديهم، أصحاب صيام، وصلاة، وقرآن، وتفريج كربات…إلخ.
ولو تأملوا في حديث واحد، حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله لوجدوا أنفسهم فازت بأكثرها أو بعضها، وكلها لا علاقة لها بالإنتاج العلمي..
الخلاصة: أخي طالب العلم، لا يكن طريق العلم سببا لهمك وغمك ومرضك، وخذه بسعادة وارتياح، ويكفيك صدق النية مع السير الذي ييسره الله لك، وسع على قلبك، وأرح فكرك، فقد يكون فوزك في الدرجات العلا في الجنة بأمر لا يخطر على بالك ولم تأته من طريق العلم، فرحة طفل، بر والدة، إسقاء ماء، تفريج كربة، دمعة خشية لله، صدق قلب، وحب الخير للناس، وغيرها كثير
________________________________________
الكاتب: أ. د. مرضي بن مشوح العنزي
Source link