إن الاتصال الشعوري بتلك الحقائق المبثوثة في كتاب الله، ودوام تذكير النفس بها، يؤدي بالعبد إلى نتيجة واحدة: وهي أن يكون من المشفقين، الذين لا يزالون -مهما عملوا- خائفين..”
“دوام” تذكر وقوفك غدا بين يدي الله، في ذلك اليوم الذي نعرف من صفته وأهواله ما نعرف، من اضطراب الكون وزلزلته، والبعث والنشور، والعرض والحساب، والصحف والموازين، والشهادات والإقرارات، والندم والحسرات، ورؤية النار، والمرور الحق على الصراط.
أقول: إن الاتصال الشعوري بتلك الحقائق المبثوثة في كتاب الله، ودوام تذكير النفس بها، يؤدي بالعبد إلى نتيجة واحدة: وهي أن يكون من المشفقين، الذين لا يزالون -مهما عملوا- خائفين، الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم “وجلة”، لا ينفكون عن تذكر الحقيقة الكبرى: أنهم إلى ربهم راجعون، الذين يمشون على الأرض هونا، قد كسرت تلك الحقيقة غرورهم، وأشغلهم ذلك الحدث المهيب القادم عن التلذذ بكل ما لا ينفعهم فيه.
Source link