سلوكيات مجتمعية تنذر بخطر عظيم – أبو الهيثم محمد درويش

ما نراه في مجتمعاتنا المسلمة من سلوكيات وأفعال وأقوال تتنافى مع تعاليم الإسلام ينذر بخراب كبير.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين

ما نراه في مجتمعاتنا المسلمة من سلوكيات وأفعال وأقوال تتنافى مع تعاليم الإسلام ينذر بخراب كبير.

على سبيل المثال لا الحصر:

أفلام ومسلسلات تروج للخلاعة والعري والبلطجة وسوء الأخلاق.

برامج ومنتديات مهمتها هدم عقائد وقيم الإسلام الصحيحة.

كادت مجتمعاتنا تتنفس الربا تحت رعاية رسمية عبر البنوك والمصارف الربوية.

الألفاظ والفحش في القول وسب الدين المنتشر في الشوارع والتواصل الاجتماعي.

خلو المساجد من المصلين وقلة الأعداد خاصة في صلاة الفجر.

ملابس النساء والبنات في المدارس والجامعات والأماكن العامة.

الاختلاط وسوء السلوك بين الجنسين.

قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)}

قال الإمام ابن كثير في تفسيره:

قال الله مخبرا عن عدله ، وأنه لا يهلك أحدا ظالما له ، وإنما يهلك من أهلك بعد قيام الحجة عليهم ، ولهذا قال : ( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها ) وهي مكة ( رسولا يتلو عليهم آياتنا ) . فيه دلالة على أن النبي الأمي ، وهو محمد ، صلوات الله وسلامه عليه ، المبعوث من أم القرى ، رسول إلى جميع القرى ، من عرب وأعجام ، كما قال تعالى :  {( لتنذر أم القرى ومن حولها )}  [ الشورى : 7 ] ، وقال تعالى :  {( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )}  [ الأعراف : 158 ] ، وقال :  {( لأنذركم به ومن بلغ )}  [ الأنعام : 19 ] ، وقال :  {( ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده )}  [ هود : 17 ] . وتمام الدليل [ قوله ] { ( وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا )}  [ الإسراء : 58 ] . فأخبر أنه سيهلك كل قرية قبل يوم القيامة ، وقد قال : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) [ الإسراء : 15 ] . فجعل تعالى بعثة النبي الأمي شاملة لجميع القرى ; لأنه مبعوث إلى أمها وأصلها التي ترجع إليها . وثبت في الصحيحين عنه ، صلوات الله وسلامه عليه ، أنه قال : ” بعثت إلى الأحمر والأسود ” . ولهذا ختم به الرسالة والنبوة ، فلا نبي بعده ولا رسول ، بل شرعه باق بقاء الليل والنهار إلى يوم القيامة .
وقيل : المراد بقوله : ( حتى يبعث في أمها ) أي : أصلها وعظيمتها ، كأمهات الرساتيق والأقاليم . حكاه الزمخشري وابن الجوزي ، وغيرهما ، وليس ببعيد .

وقال ابن عطية: (معنى الآية: أن الله تعالى يقيم الحجة على عباده بالرسل، فلا يعذب إلا بعد نذارة، وبعد أن يتمادى أهل القرى في ظلم وطغيان، والظلم هنا يجمع الكفر والمعاصي والتقصير في الجهاد) ((تفسير ابن عطية)) (4/ 293).

 

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

العصمةُ في الخلوات… حين ينهضُ المؤمنُ برايةِ المعوّذتين

إذا أحاطت بك ظلماتُ الخلوة، ولوّح لك الشيطانُ براية الخطيئة؛ فارفع في وجهه رايةَ المعوّذتين؛ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *