فهرس تفسير الجلالين للسور

30 - تفسير الجلالين سورة الروم

التالي السابق

30. سورة الروم

1. ( الم ) الله أعلم بمراده في ذلك

2. ( غلبت الروم ) وهم أهل الكتاب غلبتها فارس وليسوا أهل كتاب بل يعبدون الأوثان ففرح كفار مكة بذلك وقالوا للمسلمين نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم

3. ( في أدنى الأرض ) أقرب أرض الروم إلى فارس بالجزيرة التقى فيها الجيشان والبادي بالغزو الفرس ( وهم ) الروم ( من بعد غلبهم ) أضيف المصدر إلى المفعول أي غلبة فارس إياهم ( سيغلبون ) فارس

4. ( في بضع سنين ) هو ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر فالتقى الجيشان في السنة السابعة من الالتقاء الأول وغلبت الروم فارس ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبة فارس أولا وغلبة الروم ثانيا بأمر الله أي إرادته ( ويومئذ ) يوم تغلب الروم ( يفرح المؤمنون )

5. ( بنصر الله ) إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه يوم بدر بنزول جبريل بذلك فيه مع فرحهم بنصرهم على المشركين فيه ( ينصر من يشاء وهو العزيز ) الغالب ( الرحيم ) بالمؤمنين

6. ( وعد الله ) مصدر بدل من اللفظ بفعله والأصل وعدهم الله النصر ( لا يخلف الله وعده ) به ( ولكن أكثر الناس ) كفار مكة ( لا يعلمون ) وعده تعالى بنصرهم

7. ( يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا ) معايشها من التجارة والزراعة والبناء والغرس وغير ذلك ( وهم عن الآخرة هم غافلون ) إعادة هم تأكيد

8. ( أولم يتفكروا في أنفسهم ما ) ليرجعوا عن غفلتهم ( خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن ) تفنى عند انتهائه وبعده البعث ( كثيرا من الناس بلقاء ) كفار مكة ( ربهم لكافرون أولم ) لا يؤمنون بالبعث بعد الموت

9. ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا ) من الأمم وهي إهلاكهم بتكذيبهم رسلهم ( أشد منهم قوة وأثاروا ) كعاد وثمود ( الأرض وعمروها ) حرثوها وقلبوها للزرع والغرس ( أكثر مما عمروها وجاءتهم ) أي كفار مكة ( رسلهم بالبينات فما ) بالحجج الظاهرات ( كان الله ليظلمهم ولكن ) بإهلاكهم بغير جرم ( كانوا أنفسهم يظلمون ثم ) بتكذيبهم رسلهم

10. ( ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى ) تأنيث الأسوأ الأقبح خبر كان على رفع عاقبة واسم كان على نصب عاقبة والمراد بها جهنم وإساءتهم ( أن ) أي بأن ( كذبوا بآيات الله ) القرآن ( وكانوا بها يستهزئون )

11. ( الله يبدأ الخلق ) أي ينشئ خلق الناس ( ثم يعيده ) خلقهم بعد موتهم ( ثم إليه ترجعون ) بالياء والتاء

12. ( ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ) يسكت المشركون لانقطاع حجتهم

13. ( ولم يكن ) لا يكون ( لهم من شركائهم ) ممن أشركوهم بالله وهم الأصنام ليشفعوا لهم ( شفعاء وكانوا ) أي يكونون ( بشركائهم كافرين ) أي متبرئين منهم

14. ( ويوم تقوم الساعة يومئذ ) تأكيد ( يتفرقون ) المؤمنون والكافرون

15. ( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة ) جنة ( يحبرون ) يسرون

16. ( وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ) القرآن ( ولقاء الآخرة ) البعث وغيره ( فأولئك في العذاب محضرون )

17. ( فسبحان الله ) أي سبحوا الله بمعنى صلوا ( حين تمسون ) تدخلون في المساء وفيه صلاتان المغرب والعشاء ( وحين تصبحون ) تدخلون الظهيرة في الصباح وفيه صلاة الصبح

18. ( وله الحمد في السماوات والأرض ) اعتراض ومعناه يحمده أهلهما ( وعشيا ) عطف على حين وفيه صلاة العصر ( وحين تظهرون ) تدخلون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر

19. ( يخرج الحي من الميت ) كالإنسان من النطفة والطائر من البيضة ( ويخرج الميت ) النطفة والبيضة ( من الحي ويحيي الأرض ) بالنبات ( بعد موتها ) يبسها ( وكذلك ) الإخراج ( تخرجون ) من القبور بالبناء للفاعل والمفعول

20. ( ومن آياته ) تعالى الدالة على قدرته ( أن خلقكم من تراب ) أي أصلكم آدم ( ثم إذا أنتم بشر ) من دم ولحم ( تنتشرون ) في الأرض

21. ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ) بخلق حواء من ضلع آدم وسائر النساء من نطف الرجال والنساء ( لتسكنوا إليها ) وتألفوها ( وجعل بينكم ) جميعا ( مودة ورحمة إن في ذلك ) المذكور ( لآيات لقوم يتفكرون ) في صنع الله تعالى

22. ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم ) لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها ( وألوانكم ) من بياض وسواد وغيرهما وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة ( إن في ذلك لآيات ) دلالات على قدرته تعالى ( للعالمين ) بفتح اللام وكسرها أي ذوي العقول واولي العلم

23. ( ومن آياته منامكم بالليل والنهار ) بإرادته راحة لكم ( وابتغاؤكم ) بالنهار ( من فضله ) أي تصرفكم في طلب المعيشة بإرادته ( إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ) سماع تدبر واعتبار

24. ( ومن آياته يريكم ) أي إراءتكم ( البرق خوفا ) للمسافر من الصواعق ( وطمعا ) للمقيم في المطر ( وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها ) أي يبسها بأن تنبت ( إن في ذلك ) المذكور ( لآيات لقوم يعقلون ) يتدبرون

25. ( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ) بإرادته من غير عمد ( ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض ) بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور ( إذا أنتم تخرجون ) منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى

26. ( وله من في السماوات والأرض ) ملكا وخلقا وعبيدا ( كل له قانتون ) مطيعون

27. ( وهو الذي يبدأ الخلق ) للناس ( ثم يعيده ) بعد هلاكهم ( وهو أهون عليه ) من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة ( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ) أي الصفة العليا وهي أنه لا إله إلا الله ( وهو العزيز ) في ملكه ( الحكيم ) في خلقه

28. ( ضرب ) جعل ( لكم ) أيها المشركون ( مثلا ) كائنا ( من أنفسكم ) وهو ( هل لكم من ما ملكت ) أي من مماليككم ( أيمانكم من ) لكم ( شركاء في ) من الأموال وغيرها ( ما ) وهم ( رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم ) أمثالكم من الأحرار والاستفهام بمعنى النفي المعنى ليس مماليككم شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له ( كخيفتكم أنفسكم كذلك ) نبينها مثل ذلك التفصيل ( نفصل الآيات ) يتدبرون

29. ( بل اتبع الذين ظلموا ) بالاشراك ( أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله ) أي لا هادي له ( وما لهم من ناصرين ) مانعين من عذاب الله

30. ( فأقم ) يا محمد ( وجهك للدين حنيفا ) مائلا إليه أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك ( فطرة الله ) خلقته ( التي فطر الناس عليها ) وهي دينه أي ألزموها ( لا تبديل لخلق الله ) لدينه أي لا تبدلوه بأن تشركوا ( ذلك الدين القيم ) المستقيم توحيد الله ( ولكن أكثر الناس ) كفار مكة ( لا يعلمون ) توحيد الله

31. ( منيبين ) راجعون ( إليه ) تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به أي اقيموا ( واتقوه ) خافوه ( وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين )

32. ( من الذين ) بدل بإعادة الجار ( فرقوا دينهم ) باختلافهم فيما يعبدونه ( وكانوا شيعا ) فرقا في ذلك ( كل حزب ) منهم ( بما لديهم ) عندهم ( فرحون ) مسرورون وفي قراءة فارقوا أي تركوا دينهم الذي أمروا به

33. ( وإذا مس الناس ) كفار مكة وغيرهم ( ضر ) شدة ( دعوا ربهم منيبين ) راجعين ( إليه ) دون غيره ( ثم إذا أذاقهم منه رحمة ) بالمطر ( إذا فريق منهم بربهم يشركون )

34. ( ليكفروا بما آتيناهم ) اريد به التهديد ( فتمتعوا فسوف تعلمون ) عاقبة تمتعكم فيه التفات عن الغيبة

35. ( أم ) بمعنى همزة الانكار ( أنزلنا عليهم سلطانا ) حجة وكتابا ( فهو يتكلم ) تكلم دلالة ( بما كانوا به يشركون ) أي يأمرهم بالاشراك لا

36. ( وإذا أذقنا الناس ) كفار مكة وغيرهم ( رحمة ) نعمة ( فرحوا بها ) فرح بطر ( وإن تصبهم سيئة ) شدة ( بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ) ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة

37. ( أولم يروا أن ) يعلموا ( الله يبسط الرزق لمن ) يوسعه ( يشاء ويقدر ) امتحانا ( إن ) يضيقه لمن يشاء ابتلاءه ( في ذلك لآيات لقوم يؤمنون فآت )

38. ( فآت ذا القربى ) القرابة ( حقه ) من البر والصلة ( والمسكين وابن السبيل ) المسافر من الصدقة وامة النبي تبع له في ذلك ( ذلك خير للذين يريدون وجه الله ) ثوابه بما يعلمون ( وأولئك هم المفلحون ) الفائزون

39. ( وما آتيتم من ربا ) بأن يعطي شيئا هبة أو هدية ليطلب أكثر منه فسمي باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة ( ليربوا في أموال الناس ) المعطين أي يزيد ( فلا يربوا ) يزكو ( عند الله ) لا ثواب فيه للمعطين ( وما آتيتم من زكاة ) صدقة ( تريدون ) بها ( وجه الله فأولئك هم المضعفون ) ثوابهم بما أرادوه فيه التفات عن الخطاب

40. ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم ) ممن أشركتم بالله ( من يفعل من ذلكم من شيء ) لا ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) به

41. ( ظهر الفساد في البر ) القفار بقحط تامطر وقلة النبات ( والبحر ) البلاد التي على الأنهار بقلة مائها ( بما كسبت أيدي الناس ) من المعاصي ( ليذيقهم ) بالياء والنون ( بعض الذي عملوا ) عقوبته ( لعلهم يرجعون ) يتوبون

42. ( قل ) لكفار مكة ( سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ) فاهلكوا بإشراكهم ومساكنهم ومنازلهم خاوية

43. ( فأقم وجهك للدين القيم ) دين الإسلام ( من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ) هو يوم القيامة ( يومئذ يصدعون ) فيه إدغام التاء في الأصل في الصاد يتفرقون بعد الحساب إلى الجنة والنار

44. ( من كفر فعليه كفره ) وبال كفره وهو النار ( ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ) يوطئون منزلهم في الجنة

45. ( ليجزي ) متعلق بيصدعون ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله ) يثيبهم ( إنه لا يحب الكافرين ) يعاقبهم

46. ( ومن آياته ) تعالى ( أن يرسل الرياح مبشرات ) بمعنى لتبشركم بالمطر ( وليذيقكم ) بها ( من رحمته ) المطر والخصب ( ولتجري الفلك ) السفن بها ( بأمره ) بإرادته ( ولتبتغوا ) تطلبوا ( من فضله ) الرزق بالتجارة في البحر ( ولعلكم تشكرون ) هذه النعم يا أهل مكة فتوحدوه

47. ( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات ) بالحجج الواضحات على صدقهم في رسالتهم إليهم فكذبوهم ( فانتقمنا من الذين أجرموا ) أهلكنا الذين كذبوهم ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين

48. ( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا ) تزعجه ( فيبسطه في السماء كيف يشاء ) من قلة وكثرة ( ويجعله كسفا ) بفتح السين وسكونها قطعا متفرقة ( فترى الودق ) المطر ( يخرج من خلاله ) وسطه ( فإذا أصاب به ) بالودق ( من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ) يفرحون بالمطر

49. ( وإن ) وقد ( كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله ) تأكيد ( لمبلسين ) آيسين من إنزاله

50. ( فانظر إلى آثار ) وفي قراءة آثار ( رحمة الله ) نعمته بالمطر ( كيف يحيي الأرض بعد موتها ) يبسها بأن تنبت ( إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير )

51. ( ولئن ) لام قسم ( أرسلنا ريحا ) مضرة على نبات ( فرأوه مصفرا لظلوا ) صاروا جواب القسم ( من بعده ) بعد اصفراره ( يكفرون ) يجحدون النعمة بالمطر

52. ( فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء ( ولوا مدبرين )

53. ( وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن ) ما ( تسمع ) سماع إفهام وقبول ( إلا من يؤمن بآياتنا ) القرآن ( فهم مسلمون ) مخلصون بتوحيد الله

54. ( الله الذي خلقكم من ضعف ) ماء مهين ( ثم جعل من بعد ضعف ) آخر وهو ضعف الطفولية ( قوة ) قوة الشباب ( ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ) ضعف الكبر وشيب الهرم والضعف في الثلاثة بضم أوله وفتحه ( يخلق ما يشاء ) من الضعف والقوة والشباب والشيبة ( وهو العليم ) بتدبير خلقه ( القدير ) على ما يشاء

55. ( ويوم تقوم الساعة يقسم ) يحلف ( المجرمون ) الكافرون ( ما لبثوا ) في القبور ( غير ساعة ) قال تعالى ( كذلك كانوا يؤفكون ) يصرفون عن الحق البعث كما صرفوا عن الحق الصدق في مدة اللبث

56. ( وقال الذين أوتوا العلم والإيمان ) من الملائكة وغيرهم ( لقد لبثتم في كتاب الله ) فيما كتبه في سابق علمه ( إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ) الذي أنكرتموه ( ولكنكم كنتم لا تعلمون ) وقوعه

57. ( فيومئذ لا ينفع ) بالياء والتاء ( الذين ظلموا معذرتهم ) في إنكارهم له ( ولا هم يستعتبون ) لا يطلب منهم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضي الله

58. ( ولقد ضربنا ) جعلنا ( للناس في هذا القرآن من كل مثل ) تنبيها لهم ( ولئن ) لام قسم ( جئتهم ) يا محمد ( بآية ) مثل العصا واليد لموسى ( ليقولن ) حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين ( الذين كفروا ) منهم ( إن ) ما ( أنتم ) أي محمد وأصحابه ( إلا مبطلون ) أصحاب أباطيل

59. ( كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ) التوحيد كما طبع على قلوب هؤلاء

60. ( فاصبر إن وعد الله ) بنصرك عليهم ( حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) بالبعث لا يحملنك على الخفة والطيش بترك الصبر أي لا تتركه

 

أعلى