محمود بن سبكتكين يغزو الملتان وكواكير بالهند .

تفاصيل الحدث :

غزا يَمينُ الدَّولةِ مَحمودُ بنُ سبكتكين المولتان، وكان سبَبُ ذلك أنَّ واليَها أبا الفتوحِ نُقِلَ عنه خُبثُ اعتقادِه، ونُسِبَ إلى الإلحاد، وأنَّه قد دعا أهلَ ولايتِه إلى ما هو عليه، فأجابوه. فرأى يمينُ الدَّولة أن يُجاهِدَه ويَستنزِلَه عمَّا هو عليه، فسار نحوه، فابتدأ ببلدِ أندبال قبلَ المولتان، وقال: نجمعُ بين غزوتينِ، فدخَلَ بلادَه، وجاسَها، وأكثَرَ القَتلَ فيها، والنَّهبَ لأموالِ أهلِها، والإحراقَ لأبنِيَتِها، ففَرَّ أندبال مِن بينِ يديه، ولَمَّا سَمِعَ أبو الفتوح بخبَرِ إقبالِه إليه عَلِمَ عَجزَه عن الوقوفِ بينَ يديه والعِصيانِ عليه، فنَقَل أموالَه إلى سرنديب، وأخلى المولتان، فوصَل يمينُ الدَّولة إليها ونازلَها، فإذا أهلُها في ضلالِهم يَعمَهونَ، فحصَرَهم، وضَيَّقَ عليهم، وتابع القِتالَ حتى افتتَحَها عَنوةً، وألزم أهلَها عشرينَ ألفَ درهمٍ؛ عُقوبةً لعِصيانِهم، ثمَّ سار عنها إلى قلعةِ كواكير، وكان صاحِبُها يُعرَف ببيدا، وكان بها ستُّمِئَة صنم، فافتتَحَها وأحرقَ الأصنام، فهرَبَ صاحِبُها إلى قلعته المعروفة بكالنجار، فسار خَلْفَه إليها، وهو حِصنٌ كبيرٌ ووصَلَ إلى القَلعةِ فحَصَرها ثلاثةً وأربعين يومًا، وراسَلَه صاحِبُها في الصُّلحِ، فلم يُجِبْه، ثمَّ بلَغَه عن خراسان اختلافٌ بسبَبِ قَصدِ إيلك الخان لها، فصالح ملِكَ الهندِ على خمسمِئَة فيل، وثلاثةِ آلافٍ مِن فِضَّة، ولَبِسَ خِلَعَه يمينُ الدَّولة بعد أن استعفى مِن شَدِّ المِنطَقةِ، فإنَّه اشتَدَّ عليه، فلم يُجِبْه يمينُ الدَّولة إلى ذلك، فشَدَّ المِنطقةَ، وقطَعَ إصبَعَه الخنصَر وأنفَذَها إلى يمينِ الدَّولةِ توثقةً فيما يعتَقِدونَه، وعاد يمينُ الدَّولة إلى خُراسان لإصلاحِ ما اختُلِف فيها، وكان عازمًا على الوُغولِ في بلادِ الهند.

العودة الى الفهرس