فِتنةٌ بين السُّنَّة والرافضة في بغداد .

تفاصيل الحدث :

جَرَت فِتنةٌ بين السُّنَّة والرافضة، سَبَبُها أنَّ بعضَ الهاشميِّينَ قصد أبا عبدِ اللهِ مُحَمَّدَ بنَ النُّعمانِ المعروفَ بابنِ المُعَلِّم، كان فقيهَ الشِّيعةِ في مسجِدِه بدرب رباح، فعَرَض له بالسَّبِّ، فثار أصحابُه له، واستنفَرَ أصحاب الكَرخِ، وصاروا إلى دار القاضي أبي محمَّدٍ الأكفاني والشيخ أبي حامدٍ الإسفرايينيِّ، وجَرَت فِتنةٌ عظيمة طويلة، وأحضَرَت الشِّيعةُ مُصحَفًا ذكَروا أنَّه مُصحَفُ عبدِ الله بن مسعود، وهو مخالِفٌ للمصاحِفِ كُلِّها، فجمَعَ الأشرافُ والقُضاةُ والفُقَهاءُ في يومِ جُمُعة لليلة بَقِيَت من رجب، وعُرِضَ المُصحَفُ عليهم فأشار الشيخ أبو حامدٍ اللإسفراييني والفُقَهاء بتحريقه، ففعل ذلك بمحضَرٍ منهم، فغَضِبَ الشيعةُ مِن ذلك غضبًا شديدًا، وجعلوا يَدعونَ ليلةَ النِّصفِ مِن شعبان على مَن فعَلَ ذلك ويَسُبُّونَه، وقصَدَ جماعةٌ مِن أحداثِهم دارَ الشَّيخِ الإسفرايينيِّ ليُؤذوه، فانتقل منها إلى دار القطن، وصاحوا يا حاكِمُ يا منصورُ، وبلغ ذلك الخليفةَ فغَضِبَ وبَعَث أعوانَه لنُصرةِ أهلِ السُّنَّة، فحُرِّقَت دورٌ كثيرة مِن دُورِ الشِّيعة، وجَرَت خطوبٌ شديدة، وبعث عميدُ الجيوشِ إلى بغداد لينفيَ عنها ابنَ المُعَلِّم فقيه الشيعة، فأُخرِجَ منها ثمَّ شُفِّعَ فيه، ومنَعَ القُصَّاصَ مِن التعَرُّضِ لذِكرِ الشَّيخَينِ، وعليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ الله عنهم، وعاد الشيخُ أبو حامد الإسفرايينيِّ إلى داره على عادتِه.

العودة الى الفهرس