قتال خالد بن الوليد طليحة الأسدي ومن التف حوله .
- العام الهجري :11
- العام الميلادي :632
تفاصيل الحدث :
لَمَّا توجَّه خالِدُ مِن ذي القصَّةِ وفارقه الصِّدِّيقُ، واعَدَه أنَّه سيلقاه من ناحيةِ خيبَرَ بمَن معه من الأمراءِ، وأظهروا ذلك ليُرعِبوا الأعرابَ، وأمَرَه أن يذهَبَ أوَّلًا إلى طليحةَ الأسديِّ، ثمَّ يذهَبَ بعده إلى بني تميمٍ، وكان طليحةُ بنُ خُوَيلدٍ في قَومِه بني أسَدٍ، وفي غَطفانَ، وانضَمَّ إليهم بنو عبسٍ وذبيان، وبَعَث إلى بني جديلةَ والغوثِ وطَيِّئ يستدعيهم إليه، وجَعَل خالدُ بن الوليدِ يتأتَّى بطُلَيحةَ ويُرسِلُ إليه الرُّسُلَ ويحَذِّرُه سَفْكَ دماءِ أصحابِه، وطُلَيحةُ يأبى ذلك ووَلَج في طغيانِه، فعندها عزَمَ خالدٌ على حربِه، ووقَفَت أحياءٌ كثيرةٌ من الأعرابِ ينظُرونَ على من تكونُ الدَّائِرةُ، وجاء طُلَيحةُ فيمن معه من قَومِه ومن التَفَّ معهم وانضاف إليهم، وانهزم النَّاسُ عن طُلَيحةَ، فلمَّا جاءه المسلمون ركب على فرسٍ كان قد أعَدَّها له، وأركَبَ امرأتَه النوارَ على بعيرٍ له، ثم َّانهزم بها إلى الشَّامِ، وتفَرَّقَ جمعُه، وقد قَتَل اللهُ طائفةً ممَّن كان معه، وقد كان طُلَيحةُ الأسديُّ ارتَدَّ في حياةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام بمؤازرتِه عُيَينةُ بنُ حِصنٍ بعد أن ارتَدَّ عن الإسلامِ، وأسَرَ خالِدٌ عُيَينةَ بنَ حِصنٍ، وبعث به إلى المدينةِ مجموعةً يداه إلى عنُقِه، فدخل المدينةَ وهو كذلك، فجعل الوِلدانُ والغلمانُ يَطعَنونَه بأيديهم، ويقولون: أيْ عَدُوَّ اللهِ، ارتدَدْتَ عن الإسلامِ؟ فيقولُ: واللهِ ما كنتُ آمنتُ قطُّ! فلمَّا وقف بين يَدَيِ الصِّدِّيق ِاستتابه وحَقَن دَمَه، ثمَّ حَسُنَ إسلامُه بعد ذلك، وأمَّا طُلَيحةُ فإنَّه راجَعَ الإسلامَ بعد ذلك أيضًا، وذهب إلى مكَّةَ مُعتَمِرًا أيَّامَ الصِّدِّيقِ، واستحيا أن يواجِهَه مدَّةَ حياتِه، وقد رَجَع فشَهِدَ القِتالَ مع خالدٍ، وكَتَب الصِّدِّيقُ إلى خالدٍ: أنِ استَشِرْه في الحربِ ولا تُؤَمِّرْه.
العودة الى الفهرس