وفاة جلال الدَّولة البويهي الشيعي وتولي أبي كاليجار بعده .
- العام الهجري :435
- الشهر القمري : شعبان
- العام الميلادي :1044
تفاصيل الحدث :
هو صاحِبُ العِراقِ، المَلِك جلالُ الدَّولة، أبو طاهر بن بهاء الدَّولة بن عضد الدَّولة بن ركن الدَّولة بن بُوَيه، الديلمي. تمَلَّك سبع عشرة سنة، وكانت دولتُه ليِّنةً، وتمَلَّك بعده ابنُه المَلِك العزيزُ أبو منصور، فكانت أمورُه واهيةً كأبيه. وكان جلالُ الدَّولة شيعيًّا كأهلِ بَيتِه وفيه جُبنٌ، وعَسكَرُه مع قِلَّتِهم طامعون فيه. عاش نيفًا وخمسين سنة، وذاق نكدًا كثيرًا, وإنما كان سلطانَ العَصرِ ابنُ سبكتكين. توفِّيَ المَلِك جلالُ الدَّولة ببغداد، وكان مَرَضُه ورمًا في كَبِده، وبَقِيَ عدَّةَ أيام مريضًا حتى توفِّيَ ودُفِنَ بداره، ولَمَّا تُوفِّيَ غُلِّقَت الأبواب، ونظَرَ أولادُه من الروشن إلى الأتراك، وقالوا: أنتم أصحابُنا ومشايخُ دَولتِنا وفي مقامِ والِدِنا، فارعَوا حُقوقَنا، وصونوا حريمَنا، فبَكَوا وقَبَّلوا الأرضَ, ولَمَّا توفِّيَ انتقل الوزيرُ كمال الملك بن عبد الرحيم وأصحابُ المَلِك الأكابر إلى باب المراتِبِ، وحريم دار الخلافة، خوفًا من نَهبِ الأتراكِ والعامَّةِ دُورَهم، فاجتمع قوَّادُ العَسكَرِ تحت دار المملكة، ومَنَعوا النَّاسَ من نهبِها، ولَمَّا توفِّيَ كان ولده الأكبَرُ الملك العزيزُ أبو منصور بواسط، على عادته، فكاتبه الأجنادُ بالطاعة، وشَرَطوا عليه تعجيلَ ما جَرَت به العادة من حَقِّ البيعة، فتردَّدَت المراسلاتُ بينهم في مقداره وتأخيرِه لفَقْدِه، وبلغ موتُه إلى الملك أبي كاليجار بن سلطان الدَّولة بن بهاء الدَّولة، فكاتب القوَّاد والأجناد، ورغَّبَهم في المال وكثرته وتعجيلِه، فمالوا إليه وعَدَلوا عن الملك العزيز، وأمَّا المَلِك العزيزُ فإنه أصعد إلى بغداد لَمَّا قَرُب الملك أبو كاليجار منها، عازمًا على قَصدِ بغداد ومعه عسكَرُه، فلما بلغ النعمانية غدَرَ به عسكَرُه ورجعوا إلى واسط، وخطبوا لأبي كاليجار، ولم تَزَل الرسُلُ تتردَّدُ بينه وبين عسكَرِ بغداد، حتى استقَرَّ الأمرُ له، وحَلَفوا، وخَطَبوا له ببغداد في صَفَر من سنة 436.
العودة الى الفهرس