فتنة بين الملك طغرلبك وبين أخيه إبراهيم ينال .
- العام الهجري :441
- العام الميلادي :1049
تفاصيل الحدث :
سببُ ذلك أنَّ طغرلبك طلَبَ مِن إبراهيم ينال أن يُسَلِّمَ إليه مدينة همذان والقلاعَ التي بيده من بلدِ الجبل، فامتنَعَ مِن ذلك، واتَّهَم وزيرَه أبا عليٍّ بالسعيِ بينهما في الفَسادِ، فقَبَض عليه، وأمَرَ به فضُرِبَ بين يديه، وسَمَل إحدى عينيه، وقطَعَ شَفَتَيه، فسار إلى طغرلبك، وجمع جمعًا مِن عَسكَرِه، والتقيا، وكان بين العسكرين قتالٌ شديدٌ انهزم ينال وعاد مُنهَزِمًا، فسار طغرلبك في أثَرِه، فملك قلاعَه وبلادَه جَميعَها، وتحصَّنَ إبراهيمُ ينال بقلعة سرماج، وامتنع على أخيه، فحَصَره طغرلبك فيها، وكانت عساكِرُه قد بلغت مِئَة ألف من أنواع العَسكَر، وقاتَلَه، فملكها في أربعةِ أيام، وهي من أحصَنِ القلاع وأمنَعِها، واستنزل ينال منها مَقهورًا، وأرسل إلى نصر الدَّولة بن مروان يطلُبُ منه إقامةَ الخُطبة له في بلاده، فأطاعه وخطَبَ له في سائر ديار بكر، وراسل مَلِكُ الرومِ طغرلبك، وأرسل إليه هديَّةً عظيمةً، وطلب منه المُعاهَدة، فأجابه إلى ذلك، وعَمَروا مسجِدَ القُسْطنطينيَّة، وأقاموا فيه الصَّلاةَ والخطبة لطغرلبك، ودان حينئذٍ النَّاسُ كُلُّهم له، وعَظُمَ شأنُه وتمكَّن مُلكُه وثبت، ولَمَّا نزل ينال إلى طغرلبك أكرَمَه وأحسن إليه، وردَّ عليه كثيرًا ممَّا أخذ منه، وخيَّرَه بين أن يُقطِعَه بلادًا يسير إليها، وبين أن يقيمَ معه، فاختار المقامَ معه.
العودة الى الفهرس