خروج أبي بكر الصديق بالمسلمين لقتال المرتدين الذين غاروا على المدينة وانتصاره عليهم .
- العام الهجري :11
- الشهر القمري : جمادى الآخرة
- العام الميلادي :632
تفاصيل الحدث :
لم يَلبَثِ المسلمون بعد تحذيرِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ لهم من الأعرابِ المرتدِّينَ إلَّا ثلاثًا، حتى طَرَقوا المدينةَ غارةً، وخَلَّفوا نِصفَهم بذي حسى ليكونوا رِدءًا لهم، فأرسَلَ الحَرَسُ إلى أبي بكرٍ يخبرونَه بالغارةِ، فبعث إليهم: أنِ الزَموا مكانَكم، ثمَّ ركِبَ الصِّدِّيقُ في أهلِ المدينةِ وأمراءِ الأنقابِ، إلى مَن حَولَ المدينةِ مِن الأعرابِ الذين أغاروا عليها، فما طَلَع الفَجرُ إلَّا وهم والعَدُوُّ في صعيدٍ واحدٍ، فما سمعوا للمسلمين حِسًّا ولا همسًا، حتى وضعوا فيهم السُّيوفَ، فما طلعت الشَّمسُ حتى ولَّوهم الأدبارَ، وغلبوهم على عامَّةِ ظَهرِهم، وكان أوَّلَ الفَتحِ، وذَلَّ بها المشركون، وعزَّ بها المسلِمون، ووَثَب بنو ذُبيانَ وعَبس على من فيهم من المسلمين فقتلوهم، وفَعَل مَن وراءهم كفِعْلِهم، فحلف أبو بكرٍ ليقتُلَنَّ من كلِّ قبيلةٍ بمن قتلوا من المسلمين وزيادة، فكانت هذه الوقعةُ من أكبرِ العونِ على نصرِ الإسلامِ وأهله، وذلك أنَّه عزَّ المسلمون في كلِّ قبيلةٍ، وذَلَّ الكُفَّارُ في كلِّ قبيلةٍ، ورجع أبو بكرٍ إلى المدينةِ مُؤَيَّدًا منصورًا، سالِمًا غانمًا.
العودة الى الفهرس