محاولات التجار والفقهاء والعامة نصرة إخوانهم المسلمين في الشام .
- العام الهجري :504
- العام الميلادي :1110
تفاصيل الحدث :
أقلعت مراكِبُ من ديار مصر فيها التجار ومعهم الأمتعة الكثيرة؛ لنصرة إخوانهم في الشام، فوقع عليها مراكب الفرنج، فأخذوها وغنموا ما مع التجار وأسروهم، فسار جماعة من أهل حلب إلى بغداد مُستنفِرين على الفرنج. فلما وردوا بغداد اجتمع معهم خلق كثير من الفقهاء وغيرهم فقصدوا جامع السلطان واستغاثوا، ومنعوا من الصلاة وكسروا المنبر، فوعدهم السلطان بإنفاذ العساكر للجهاد، وسيَّر من دار الخلافة منبرًا إلى جامع السلطان. فلما كان الجمعة الثانية قصدوا جامع القصر بدار الخلافة ومعهم أهل بغداد، فمنعهم حاجب الباب من الدخول، فغلبوه على ذلك، ودخلوا الجامع وكسروا شباك المقصورة، وهجموا إلى المنبر فكسروه، وبطلت الجمعة أيضًا، فأرسل الخليفة إلى السلطان في المعنى يأمره بالاهتمام بهذا الفتق ورَتْقِه، فتقدَّم حينئذ إلى من معه من الأمراء بالمسير إلى بلادهم، والتجهُّز للجهاد، وسيَّرَ ولده الملك مسعودًا مع الأمير مودود، صاحب الموصل، وتقدموا إلى الموصل ليلحق بهم الأمراء ويسيروا إلى قتال الفرنج، وانقضت السنة وساروا في سنة خمس وخمسمائة.
العودة الى الفهرس