انتصار المسلمين على الفرنجة في أرض طبرية .
- العام الهجري :507
- العام الميلادي :1113
تفاصيل الحدث :
في المحرم اجتمع المسلمون وفيهم الأمير مودود بن التونتكين، صاحب الموصل، وتميرك، صاحب سنجار، والأمير إياز بن إيلغازي، وطغتكين، صاحب دمشق، وكان سبب اجتماع المسلمين أن ملك الفرنج بغدوين تابع الغارات على بلد دمشق ونهبه وخرَّبه أواخر سنة ست وخمسمائة، وانقطعت الموادُّ عن دمشق، فغلت الأسعار فيها وقَلَّت الأقوات، واتفق رأيُهم على قصد بغدوين، ملك القدس، فساروا إلى الأردن، فنزل المسلمون عند الأقحوانة، ونزل الفرنج مع ملكهم بغدوين وجوسلين، صاحب جيشهم، وغيرهما من المقدمين، والفرسان المشهورين، ودخلوا بلاد الفرنج مع مودود، وجمع الفرنج، فالتقوا عند طبرية ثالث عشر المحرم، واشتد القتال وصبر الفريقان، ثم إن الفرنج انهزموا، وكثُرَ القتل فيهم والأسر، وممن أُسِرَ مَلِكُهم بغدوين، فلم يُعَرف فأُخِذَ سلاحه وأُطلِقَ فنَجا، وغرق منهم في بحيرة طبرية ونهر الأردن كثير، وغَنِمَ المسلمون أموالَهم وسلاحهم، ووصل الفرنج إلى مضيق دون طبرية، فلقيهم عسكر طرابلس وأنطاكية، فقويت نفوسهم بهم، وعاودوا للحرب، فأحاط بهم المسلمون من كل ناحية، وصعد الفرنج إلى جبل غرب طبرية، فأقاموا به ستة وعشرين يومًا، والمسلمون بإزائهم يرمونهم بالنشاب فيصيبون من يقرب منهم، ومنعوا الميرة عنهم؛ لعلهم يخرجون إلى قتالهم، فلم يخرج منهم أحد، فسار المسلمون إلى بيسان، ونهبوا بلاد الفرنج بين عكا إلى القدس، وخربوها وقتلوا من ظفروا به من النصارى، وانقطعت المادة عنهم؛ لبعدهم عن بلادهم.
العودة الى الفهرس