وفاة يحيى بن تميم الصنهاجي صاحب أفريقيا وولاية ابنه علي .
- العام الهجري :509
- الشهر القمري : ذي الحجة
- العام الميلادي :1116
تفاصيل الحدث :
هو أبو طاهر يحيى بن تميم بن المعز بن باديس الحميري الصنهاجي صاحب إفريقية وما والاها, كان من خيار الملوك، عارفًا حسن السيرة، كان عادلًا في دولته ضابطًا لأمور رعيته، عارفًا بخرجه ودخله، مدبرًا في جميع ذلك على ما يوجبه النظر العقلي ويقتضيه الرأي الحكمي، وكان كثيرَ المطالعة لكتب الأخبار والسِّيَر، عارفًا بها، رحيمًا للضعفاء شفيقًا على الفقراء، يُطعِمُهم في الشدائد فيرفُق بهم، ويقرب أهل العلم والفضل من نفسه، وساس العرب في بلاده فهابوه وانكفأت أطماعهم، وكان له نظرٌ حسن في صناعة النجوم والأحكام، وكان حسنَ الوجه، وكانت ولايةُ الأمير يحيى بالمهدية خلافةً عن أبيه تميم يوم الجمعة لأربع بقين من شهر ذي الحجة سنة 497، وكان عمره ثلاثًا وأربعين سنة وستة أشهر وعشرين يومًا، وركب على العادة، وأهل دولته محتفُّون به، ورجع إلى قصره فغيَّرَ لباس أهل الدولة من الخواص والجند بخِلَعٍ سَنِية، وكانوا قد غيَّروا لباسَهم لموت أبيه، ووهب للأجناد والعبيد أموالًا كثيرة، ولما جلس يحيى للملك قام بالأمر وعدل في الرعية وفتح قلاعًا لم يتمكن أبوه من فتحها، وظهر في أيامه محمد بن تومرت الذي ادَّعى أنه المهدي المنتظر، واستفحل خطره, وفي هذه السنة وقف ليحيى ثلاثة غرباء، وزعموا أنهم يعملون الكيمياء، فأحضرهم ليتفرج عليهم في خَلوةٍ، وعنده قائد عسكره إبراهيم، والشريف أبو الحسن، فسَلَّ أحدهم سكينًا، وضرب الملك، فما صنع شيئًا، ورفسه الملك فدحرجه، ودخل مجلسًا وأغلقه، وقتل الآخر الشريف، وشَدَّ إبراهيم بسيفه عليهم، ودخل المماليك، وقتلوا الثلاثة، وكانوا باطنيةً، وقيل إن الآمر العبيدي ندبهم لذلك. توفي يحيى وله اثنتان وخمسون سنة, وخلف ثلاثين ولدًا ذكرًا, وكانت دولته ثماني سنين, وكان ولده علي نائبه على سفاقس، فأُحضِرَ وعُقِدت له الولاية، ودُفِنَ يحيى في القصر.
العودة الى الفهرس