وفاة السلطان محمود السلجوقي وملك ابنه داود .

تفاصيل الحدث :

هو صاحب العراق، مغيث الدين أبو القاسم السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي. تملَّك بعد أبيه وهو حَدَثٌ أمردُ، في أول سنة 512، وخُطِب له على منابر بغداد، وكان ذكيًّا فَطِنًا له معرفة بالنحو، ومَيلٌ إلى العلم، ونظرٌ في التاريخ، وضَعُفَت دولة بني سلجوق في أواخر أيامه، وكان عمه السلطان سنجر أعلى رتبة منه. توفي السلطان محمود بهمذان، وكان قبل مرضه قد خاف وزيره أبو القاسم الأنساباذي من جماعة من الأمراء وأعيان الدولة، منهم: عزيز الدين أبو نصر أحمد بن حامد المستوفي، والأمير أنوشتكين المعروف بشيركير، وولده عمر، وهو أمير حاجب السلطان، وغيرهم؛ فأما عزيز الدين فأرسله مقبوضًا عليه إلى مجاهد الدين بهروز بتكريت، ثم قُتِل بها، وأما شيركير وولده فقُتلا في جمادى الآخرة، ثم إن السلطان مرض وتوفي، وأُقعِد ولده الملك داود في السلطنة باتفاق من الوزير أبي القاسم وأتابكه آقسنقر الأحمديلي، وخُطب له في جميع بلاد الجبل وأذربيجان، ووقعت الفتنة بهمذان وسائر بلاد الجبل، ثم سكنت، فلما اطمأن الناس وسكنوا سار الوزير بأمواله إلى الري، فأمن فيها حيث هي للسلطان سنجر، وكان عمر السلطان محمود لما توفي نحو سبع وعشرين سنة، وكانت ولايته للسلطنة اثنتي عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرين يومًا، وكان حليمًا كريمًا عاقلًا، يسمع ما يكره ولا يعاقِب عليه مع القدرة، قليل الطمع في أموال الرعايا، عفيفًا عنها، كافًّا لأصحابه عن التطرق إلى شيء منها. تولى بعده أخوه طغرل، فمات بعد عامين، ثم تولى أخوهما مسعود.

العودة الى الفهرس