وفاة السلطان طغرل بن ألب أرسلان  ونهاية الدولة السلجوقية الكبرى .

تفاصيل الحدث :

هو السُّلطانُ طغرل بن ألب أرسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي، آخر الملوك السلجوقية. وكان طغرل من أحسَنِ الناس صورةً، فيه إقدامٌ وشجاعةٌ زائدة, وقد انهارت دولةُ بني سلجوق بوفاته, وكانت عوامِلُ ضَعفِ سلطان السلاجِقةِ قد بدأت بوفاة آخِرِ سلاطينِهم الأقوياء السُّلطان سنجر سنة 552, والذي جلس على سريرِ الملك قريبًا من ستين سنة. وقد كان من أعظمِ الملوك همَّةً، ولم يزَلْ في ازدياد إلى أن ظَهَرَت عليه الغُزُّ سنة 548, في وقعة مشهورةٍ, ولَمَّا كسروه فيها انحلَّ نظام ملكه، ومَلَك الغزُّ نيسابور، وقتلوا خلقًا كثيرًا، وأخذوا السلطانَ، وضربوا رقابَ عَدَدٍ مِن أمرائه، فنَزَل عن المُلْك، ودخل إلى خانقاه مَرْو، وعَمِلَت الغُزُّ ما لا تعمَلُه الكُفَّارُ من العظائِمِ، فملَّكوا مملوك سنجر أيَبَه، وجرت مصائبُ على خراسان، وزال بموتِه ملك بني سلجوق عن خراسان، واستولى خوارزم شاه على أكثَرِ مملكته. أخذت الدولةُ السلجوقيَّةُ في الضَّعفِ والتضعضعِ ثم الانهيار، وكان ذلك في عهد الخليفة الناصر لدين الله، فقد استقَرَّ رأي الخليفة على الاستعانة بعلاء الدين تكش خوارزم شاه ضد آخِرِ سلاطين السلاجقة طغرل بن ألب أرسلان، فأرسل إلى خوارزم شاه شاكيًا من السُّلطان طغرل، ويطلُبُ منه أن يساعدَه عليه، وأرفَقَ الرسالة بمنشور يقضي بإقطاعِ خوارزم شاه كلَّ البلاد التي كانت آنذاك تحت نفوذِ السلاجقة، فلبى خوارزم شاه رغبةَ الخليفة العباسي, وسار بعساكِرِه، وقَصَد طغرل، فلمَّا سَمِعَ السلطان طغرل بوصول خوارزم شاه  كانت عساكِرُ طغرل  متفَرِّقة، فلم يقِفْ ليجمعها، بل سار إليه فيمن معه، فالتقى العسكران بالقُربِ من الري، فحمَلَ طغرل بنفسِه في وسط عسكر خوارزم شاه، فأحاطوا به وألقَوه عن فَرَسِه وقتلوه، وقطعوا رأسَه في الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول، ثم حُمِلَ رأسه إلى خوارزم شاه، فسَيَّرَه من يومه إلى بغداد، فدخلوا به على رمحٍ، فنُصِبَ رأسه بباب النوبي عدَّة أيام، وسار خوارزم شاه إلى همذان، وملك تلك البلادَ جَميعَها. وبهذا زالت الدولةُ السلجوقية تمامًا.

العودة الى الفهرس