غزو السلطان الظاهر بيبرس الفرنج بالشام .

تفاصيل الحدث :

رحل السُّلطانَ من الشقيف إلى قرب بانياس، وبعث الأثقالَ إلى دمشق وجهز الأميرَ عز الدين أوغان بجماعة لجهة، وجهز الأمير بدر الدين الأيدمري في جماعةٍ إلى جهة أخرى، فحَفِظَت العساكر الطرقات، ثم سار السلطانُ إلى  طرابلس وخيَّمَ عليها في النصف من رجب، وناوش أهلَها القتال وأخذ برجًا كان هناك، وضرب أعناقَ مَن كان من الفرنج، وأغارت العساكِرُ على من في تلك الجبال، وغَنِموا شيئًا كثيرًا وأخذوا عدة مغاير بالسيف، وأحضروا المغانمَ والأسرى إلى السلطان فضَرَبَ أعناق الأسرى، وقطع الأشجارَ وهدم الكنائس، وقسَمَ الغنائم في العسكر، ودخل السلطانُ عن طرابلس في الرابع عشر، فتلقَّاه صاحب صافيتا وأنطرسوس بالخدمة، وأحضر ثلاثمائة أسير كانوا عنده، فشكَرَه السلطان ولم يتعرَّض لبلاده، ونزل السلطان على حمص، وأمر بإبطالِ الخمر والمنكَرات، ثم دخل إلى حماة ولا يعرف أحدٌ أي جهة يقصد، فرتَّب العسكر ثلاثَ فرق: فرقة بصحبة الأمير بدر الدين الخازندار- ممسك خزانة المال- وفرقة مع الأمير عز الدين إيغان، وفرقة مع السلطان، فتوجه الخازندار إلى السويدية، وتوجه إيغان إلى درب بساك، فقتلوا وأسروا، ونزل السلطان أفامية، ووافاه الجميع على أنطاكية.

العودة الى الفهرس