غزو سيس لتحريرها من الأرمن .
- العام الهجري :697
- الشهر القمري : رجب
- العام الميلادي :1298
تفاصيل الحدث :
قَدِمَ البريدُ مِن حَلَب بوقوع الخلاف بين الملك طقطاي بن منكوتمر ملك التتار وطائفة الأمير نغيه حتى قُتل منهم كثيرٌ من المغول، وانكسر طقطاي، وأنَّ غازان قَتَل وزيره نيروز وعِدَّةً ممن يلوذ به، فاتَّفق الرأي على أخذ سيس ما دام الخلافُ قائمًا بين المغول، وأن يخرُجَ الأمير بدر الدين بكتاش أميرُ سلاح ومعه ثلاثةُ أمراء وعشرةُ آلاف فارس، وكتب لنائب الشامِ بتجريد الأمير بيبرس الجالق وغيرِه من أمراءِ دِمشقَ وصفد وطرابلس، وعُرض الجيش في جمادى الأولى، فلما تجهَّزوا سار الأميرُ بدرُ الدين بكتاش الفخري إلى غزاةِ سيس، ومعه مِن الأمراءِ حسامُ الدين لاجين الرومي الأستادار وشمس الدين أقسنقر كرتاي ومضافيهم، فدخلوا دمشق في خامس جمادى الآخرة، وخرج معهم منها الأميرُ بيبرس الجالق العجمي والأميرُ سيف الدين كجكن والأمير بهاء الدين قرا أرسلان ومضافيهم في ثامنه، وساروا بعسكرِ صفد وحمص وبلاد الساحِلِ وطرابلس، والملك المظَفَّر تقي الدين محمود صاحب حماة، فلما بلغ مسيرُهم متمَلِّكَ سيس بعث إلى السلطانِ يسأله العفوَ، فلم يجِبْه، ووصلت هذه العساكِرُ إلى حلب، وجهَّز السلطانُ الأميرَ علم الدين سنجر الدواداري بمضافيه من القاهرة ليلحَقَ بهم، فأدرك العساكِرَ بحلب، وخرجوا منها بعسكرِ حلب إلى العمق، وهم عشرةُ آلاف فارس، فتوجَّه الأميرُ بدر الدين بكتاش في طائفةٍ مِن عقبة بغراس إلى إسكندرونة، ونازلوا تل حمدون، وتوجَّه الملك المظَفَّر صاحب حماة والأمير علم الدين سنجر الدوادراي والأمير شمس الدين أقسنقر كرتاي في بقيَّةِ الجيشِ إلى نهر جهان، ودخَلوا جميعًا دربند سيس في يوم الخميسِ رابع رجب، وهناك اختلفوا، فأشار الأميرُ بكتاش بالحصار ومنازلةِ القلاع، وأشار سنجر الدواداري بالغارةِ فقط، وأراد أن يكونَ مُقَدَّم العسكر، ومنَعَ الأمير بكتاش من الحصارِ ومنازلةِ القِلاعِ فلم ينازِعْه، فوافقه بكتاش وقطَعوا نهرَ جهان للغارة، ونزل صاحِبُ حماة على مدينة سيس، وسار الأميرُ بكتاش إلى أذنة، واجتمَعَت العساكِرُ جميعُها عليها بعد أن قتَلوا من ظَفِروا به من الأرمن، وساقوا الأبقار والجواميس، ثم عادوا من أذنة إلى المصيصة بعد الغارة، وأقاموا عليها ثلاثة أيام حتى نصبوا جسرًا مرَّت عليه العساكِرُ إلى بغراس، ونزلوا بمرجِ أنطاكية ثلاثة أيام، ثم رحلوا إلى جسرِ الحديدِ يريدونَ العودةَ إلى مصر، فعادت العساكرُ من الروج إلى حلب وأقاموا بها ثمانية أيام، وتوجَّهوا إلى سيس من عقبة بغراس، وسار كجكن وقرا أرسلان إلى أياس وعادا شبه منهزمَينِ؛ فإنَّ الأرمن أكمنوا لهم في البساتين، فأنكر عليهما الأمير بكتاش، فاعتذروا بضيقِ المسلك والتفاف الأشجارِ وعدم التمكُّن من العدُوِّ.
العودة الى الفهرس