اقتتال العربان فيما بينهم بمصر .

تفاصيل الحدث :

اختلف عربانُ البحيرة واقتَتَل طائفتا جابر وبرديس حتى فني بينهما بشرٌ كثير، واستظهرت برديس، فخرج الأميرُ بيبرس الدوادار في عشرين أميرًا من الطبلخاناه إلى تروجة، فانهزم العربُ منهم، فتَبِعوهم إلى الليونةِ وأخذوا جمالَهم وأغنامَهم، واستدعوا أكابِرَهم ووفَقَّوا بينهم وعادوا، فخرج الوزيرُ شمس الدين سنقر الأعسر في عدة مائة من المماليك السلطانية إلى الوجهِ القبلي لحَسمِ العربانِ، وقد كان كَثُرَ عَيثُهم وفسادُهم، ومَنَع كثيرٌ منهم الخراج لِما كان من الاشتغالِ بحركات قازان التتري، فأوقع الوزيرُ شمس الدين بكثير من بلاد الصعيد الكَبَساتِ، وقتل جماعاتٍ مِن المفسدين، وأخذ سائِرَ الخيول التي ببلاد الصعيد، فلم يَدَعْ بها فرسًا لفلاحٍ ولا بدويٍّ ولا قاضٍ ولا فقيهٍ ولا كاتب، وتتَّبَع السلاحَ الذي مع الفلاحين والعربان فأخذه عن آخِرِه، وأخذ الجِمالَ، وعاد من قوص إلى القاهرة، ومعه ألف وستون فرسًا، وثمانمائة وسبعون جملًا، وألف وستمائة رمح، وألف ومائتا سيف، وسبعمائة درقة، وستة آلاف رأسٍ من الغنم، فسكن ما كان بالبلادِ مِن الشَّرِّ، وذَلَّ الفلاحون، وأعطوا الخراجَ.

العودة الى الفهرس