وفاة الأمير جوبان نائب السلطان أبو السعيد بن خربندا المغولي .

تفاصيل الحدث :

هو الأميرُ الكبير الأمير سيفُ الدين جوبان بن تلك بن تداون المغولي نائبُ السلطانِ أبي سعيدِ بن خربندا المغولي مَلِك التَّتار، وجوبان هذا هو الذي ساق قناةَ الماء الواصِلةَ إلى المسجد الحرام، وقد غَرِمَ عليها أموالًا جزيلة كثيرة، وله تربةٌ بالمدينة النبوية، ومدرسةٌ مشهورة، وله آثارٌ حَسَنة، وكان جيِّدَ الإسلامِ، له همَّة عالية، وقد دبَّرَ الممالِكَ في أيام السلطان أبي سعيد مُدَّةً طويلة على السداد، ثم أراد أبو سعيد مَسكَه والتخلُّصَ منه فقَتَل ابنه خواجا رمشتق في السنة الماضية، وفر ابنُه الآخر دمرداش هاربًا إلى سلطان مصر، ثمَّ قَتَلَ أبو سعيد نائبَه جوبان بعد ابنه بقليلٍ، وكان من أسباب قتل جوبان أنَّه كان يريد أن يتفَرَّد بالمُلكِ مِن دون أبي سعيدٍ، فقد أصبح كلُّ شَيءٍ في يَدِه من أمرٍ ونهيٍ، وولَّى أولادَه الإقطاعاتِ والولاياتِ، فكان هذا من أسبابِ حَنَق أبي سعيد عليه وقَتْلِه، ففي يوم الجمعة آخِرَ شَهرِ ربيع الآخر من السنة التالية أُنزِلَ الأميرُ جوبان وولده من قلعة المدينة النبوية وهما ميِّتان مُصبران في توابيتِهما، فصُلِّيَ عليهما بالمسجد النبويِّ، ثم دفنا بالبقيعِ عن مرسومِ السلطان، وكان مرادَ جوبان أن يُدفَنَ في مدرسته، فلم يُمكَّنْ من ذلك.

العودة الى الفهرس