السلطان المظفر حاجي قتل نائبه بالشام يلبغا اليحياوي .

تفاصيل الحدث :

لَمَّا كَثُرَ قَتلُ السلطانِ المظَفَّر حاجي للأمراءِ، أثار حفيظةَ نائِبِ السلطان بالشَّامِ مَلِكِ الأمراء يلبغا اليحياوي عليه، فعَمِلَ على مراسلةِ نائب صفد ونائبِ حماة على أن يتَّفِقوا على قتل السُّلطانِ المظَفَّر كما قَتَل الأمراء؛ حيث زاد شَرُّه وكَثُر الفسادُ، فوافقه نائِبُ حماة في الظاهر، وأوصل الخبَرَ إلى مصر، فسَيَّرَ السلطان جيشًا مع بعض الأمراءِ للقَبضِ على يلبغا وتوليةِ غَيرِه إمرةَ دِمشق، فعَلِمَ بذلك يلبغا فهرب هو وبعضُ مماليكه حتى وصل إلى حماة فاستقبَلَه نائِبُها على أنَّه معه، ولكِنَّه قبض عليه وسجَنَه عنده، ثمَّ في يوم الجمعة العاشر من جمادى الآخر قتَلَه نائبُ حماة وجهَّزَ رأسَه وأرسَلَه إلى القاهرة للسُّلطانِ المظَفَّر حاجي، وقيل: قُتِلَ يلبغا فيما بين قاقون وغبرة، وكذلك قُتِلَ بغبرة الأمراءُ الثلاثة الذين خرجوا من مِصرَ وحاكمُ الوزير ابن سرد ابن البغدادي، والدوادار طغيتمر وبيدمر البدري، أحد المقَدَّمين، كان قد نَقَم عليه السلطان ممالأةَ يلبغا، ثم أُخِذَت رؤوسهم إلى السلطان، وقَدِمَ أميران من الديار المصرية بالحوطة على حواصل يلبغا وطواشي من بيت المملكة، فتسَلَّم مصاغًا وجواهر نفيسة جدًّا، ورسم ببيع أملاكِه وما كان وقَفَه على الجامِعِ الذي كان قد شرع بعمارته بسوق الخيلِ، ثم طُلِبَ بقيَّةُ أصحابه من حماة فحُمِلوا إلى الديار المصرية وعَدِمَ خَبَرُهم، فلا يُدرى على أيِّ صفة هلكوا, وأصبح نائبًا عن السلطان في دمشقَ الأميرُ سيف الدين أرغون شاه.

العودة الى الفهرس