عصيان الأمير إينال اليوسفي على الأمير برقوق وما جرى بينهما .
- العام الهجري :780
- الشهر القمري : شعبان
- العام الميلادي :1378
تفاصيل الحدث :
لما كان يومُ الرابع والعشرين شعبان ركب الأتابكُ برقوق من الإسطبل السلطاني في حواشيه ومماليكه للتسير على عادته، وكان الأميرُ بركة الجوباني مسافرًا بالبحيرة للصيد، فلما بلغ إينال اليوسفي أمير سلاح ركوبُ برقوق من الإسطبل السلطاني، انتهز الفرصة لركوبِ برقوق وغَيبة بركة، وركب بمماليكِه وهجم الإسطبلَ السلطانيَّ ومَلَكَه، ومسَكَ الأميرَ جركس الخليلي، وكان مع إينال جماعةٌ من الأمراء ولما طلع إينال إلى باب السلسلة وملكها، أرسل الأميرَ قماري ليَنزِلَ بالسلطان الملك المنصور إلى الإسطبل، فأبى السلطانُ من نزوله ومنعه، ثم كبس إينال زردخاناه-خزانة السلاح- برقوق، وأخرج منها اللَّبوسَ وآلة الحرب، وأخذ مماليكَ برقوق الذين كانوا وافقوه وألبسهم السلاحَ وأوقفهم معه وأوعدهم بمالٍ كبير وإمريات، وبلغ برقوقًا الخبَرُ فعاد مسرعًا، وجاء إلى بيت الأمير أيتمش البجاسي بالقرب من باب الوزير وألبس مماليكَه هناك، وجاءه جماعةٌ من أصحابه، فطلع بالجميع إلى تحت القلعة وواقعوا إينال اليوسفي، وأرسل برقوقٌ الأميرَ قرط في جماعة إلى باب السلسلة الذي من جهةِ باب المدرج، فأحرَقَه، ثم تسَلَّقَ قرط من عند باب سر قلعة الجبل، ونزل ففتح لأصحابِه الباب المتَّصِلَ إلى الإسطبل السلطاني، فدخلت أصحابُ برقوق منه وقاتلت إينال، وصار برقوقٌ بمن معه يقاتل من الرميلة، فانكسَرَ إينال ونزل إلى بيته جريحًا من سَهمٍ أصابه في رقبَتِه من بعض مماليك برقوق، وطلع برقوقٌ إلى الإسطبل وملكه، وأرسل إلى إينال من أحضره، فلما حضَرَ قَبَض عليه وحَبَسه بالزردخاناه، وقَرَّره بالليل فأقَرَّ أنه ما كان قصده إلَّا مَسْكَ بركة لا غير، ثم إن برقوق مسك جماعةً من الأمراء وغيرِهم من أصحاب إينال اليوسفي، ما خلا سودون النوروزي، جمق الناصري وشَخصًا جنديًّا يسمى أزبك كان يدعي أنه من أقارب برقوق، ثمَّ حُمِلَ إينال في تلك الليلة إلى سجن الإسكندرية ومعه سودون جركس، ثمَّ أخذ برقوق في القبض على مماليك إينال اليوسفي، ونودِيَ عليهم بالقاهرة ومصر، ثم في الثامن والعشرين من شعبان حضر الأمير بركة من السرحة، فركب الأتابك برقوق وتلقَّاه من السحر وأعلمه بما وقع من إينال اليوسفي في حَقِّه، ثم اتفقا على طلب الأمير يلبغا الناصري من نيابة طرابلس، فحضر وأنعم عليه بإقطاع إينال اليوسفي ووظيفته إمرة سلاح، وكانت وظيفةُ يلبغا قبل إينال، وتولَّى مكانَه في نيابة طرابلس منكلي بغا الأحمدي البلدي، ثم استقَرَّ بلوط الصرغتمشي في نيابة الإسكندرية.
العودة الى الفهرس