تزايد فتنة المماليك الأجلاب بمصر .

تفاصيل الحدث :

تعرَّض جماعة من المماليك الأجلاب للأمير زين الدين الأستادار، فهرب منهم فضربوه، ولا يختلف اثنان في قوة شوكة الأجلاب في هذه الأيام، حتى تجاوزت الحدَّ، وبطل أمر حكام الديار المصرية قاطبةً، وصار من كان له حقٌّ أو شِبهُ حق لا يشتكي غريمَه إلا عند الأجلاب، ففي الحال يخلص حقه من غريمه، إما على وجه الحقِّ أو غيره، فخافهم كل أحد، لا سيما التجَّار والبَيَعة من كل صنف، وترك غالب الناس معايشَهم؛ خوفًا على رأس مالهم، فعزَّ بسبب ذلك وجود أشياء كثيرة، ووقع الغلاء في جميع الأشياء، ثم في يوم الأحد السابع عشر رجب تعرَّض بعض المماليك الأجلاب للقاضي محب الدين ابن الشحنة كاتب السر، وهو طالِعٌ إلى الخدمة السلطانية، وضربه من غير أمرٍ يوجِبُ ضربه أو الكلام معه، وفي يوم الأحد تاسع شعبان ضرب السلطان مملوكينِ من مماليكه الأجلاب وحبَسَهما؛ لأجل قتلهما نانق الظاهري، ولم يقتُلْهما به كما أمر الله تعالى, ثم في يوم الجمعة الثاني عشر رمضان نهبت العبيد والمماليك الأجلاب النسوةَ اللاتي حضرن صلاة الجمعة بجامع عمرو بن العاص بمصر القديمة، وأفحشوا في ذلك إلى الغاية، وفي يوم الأحد الحادي والعشرين منه أغلقت المماليك الأجلاب باب القلعةِ، ومنعوا الأمراء والمباشرين من النزول إلى دورِهم؛ بسبب تعويق عليقِ خيولهم، وفعلوا ذلك أيضًا من الغدِ إلى أن رُسِمَ لهم عوضًا عن كل عليقة مائتا درهم!

العودة الى الفهرس