وفاة السلطان العثماني محمد الثالث بن مراد الثالث .

تفاصيل الحدث :

هو السلطان محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن يزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان بن الغازي عثمان، السلطانُ العثماني الثالثَ عشر من سلاطين العثمانيين، ولِدَ في ذي القعدة سنة 974, وكانت والدتُه جاريةً بندقيةَ الأصلِ أحبَّها والده فاصطفاها زوجةً له. أمَّره أبوه على مغنيسا في أواخر سنة 991 ودام واليًا بها إلى موت والده، فجلس مكانه سنة 1003, وقد افتُريَ عليه أنَّه بدأ حكمه بقتل تسعة عشر أخًا من إخوته الذكور. كان السلطان في بداية حكمِه قد ترك إدارةَ الدولة لوزرائه, فأثَّرَ هذا في قوَّة الدولة فضَعُفت داخليًّا وتعرَّضت لعدة هزائم من خصومِها في الخارج، فنصحه عددٌ من العلماء بقيادة جيوش الدولة، فتولى قيادة غالبِ معاركها فدَبَّ في جيشِه الحميَّةُ والغيرة، ففتح قلعةَ أراو الصعبة التي عجز جدُّه السلطان سليمان القانوني عن فتحِها على الرغم من قوَّته وقوة دولته في حينها، كما قابل قواتِ السلطان محمد الثالث التحالفُ النمساوي المَجَري المعادي للدولة العثمانية في معركة كرزت، فحطَّمها ودمرها. حدث في عهده تمرُّدان؛ الأول: ثورة الفرارين، وهم الذين فرُّوا أثناء معركة كرزت، فأمر السلطان بنفيهم إلى الأناضول فتمردوا على الدولة أكثَرَ من مرة, والثورة الأخرى: ثورة الخيالة (السباه) في إستانبول، ثاروا بسبب عجز الدولة عن تعويضِهم عمَّا فقدوه من ريع أملاكِهم أثناء ثورة الفرارين في الأناضول. كان السلطان محمد الثالث سلطانًا وقورًا وجيهًا مَهيبًا صالحًا عابدًا سخيًّا، مخلِصًا عدلًا. وله من الأولاد الذكور سليم خان مات في رمضان سنة 1005 ومحمود خان قتله أبوه في ذي الحجة سنة 1011 وأحمد خان وارثه، بعد أن أخمد الحركاتِ التمردية، والثورات العنيفة، وقاد الجيوشَ بنفسه، وكانت وفاته في نهار الأحد الثامن عشر من رجب من هذه السنة، ومدة حكمه تسع سنين وشهران ويومان، وله من العمر ثمانٍ وثلاثون سنة، وتولَّى بعده ابنه أحمد الأول الذي تولى الحكم وعمره 14 سنة ولم يجلسْ أحد قبلَه من سلاطين العثمانيين في هذه السنِّ على العرش، ثم أبقى أخاه مصطفى محجوزًا مع الجواري والخَدَم بدلَ قتلِه.

العودة الى الفهرس