خلع السلطان عثمان الثاني وقتله وإعادة عمه مصطفى الأول .

تفاصيل الحدث :

هو الخليفةُ عثمان الثاني بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل. وُلِد بإستانبول سنة 1013 ولَمَّا توفي والده أحمد الأول سنة 1026لم يرشِّحْه للخلافة لصِغرِ سِنِّه، ورشح أخاه مصطفى الأول، لكنه لم يلبث على سرير الملك إلا ثلاثة أشهر؛ حيث عزلَه في أول سنة 1027 أربابُ الغايات، وفي مقدمتهم المفتي وآغا السراي، وساعدهم الانكشارية على ذلك لتوزيع الهبات عليهم عند تولية كل ملكٍ جديدٍ، وأقاموا مكانه السلطان عثمان الثاني, وفي بداية حكمه أمر بإطلاق قنصل فرنسا وأرسل مندوبًا لملك فرنسا يعتذر عما حصل من الإهانة لسفيره, وعندما تدخَّلت بولونيا في شؤون إمارة البغدان لمساعدة جراسياني الذي عُزل بناءً على مساعي أمير ترنسلفانيا، اتخذ السلطان عثمان هذا التدخُّلَ سببًا في إشهار الحرب على مملكة بولونيا وتحقيق أمنيتِه، وهي فتح هذه المملكة وجعْلها فاصلًا بين أملاك الدولة ومملكة روسيا التي ابتدأت في الظهور، وقبل الشروع في الحرب أصدر أمرًا بتقليل اختصاصات المفتي ونزْع ما كان له من السلطةِ في تعيين وعزل الموظفين، وجعل وظيفتَه قاصرة على الإفتاء، حتى يأمن شَرَّ دسائسه التي ربما تكون سببًا في عزله، كما كانت سبب عَزلِ سلَفِه، لكن أتى الأمرُ على الضدِّ بما كان يؤمِّل, وبعد أن أتمَّ هذه التمهيدات الداخلية سيَّرَ الجيوش والكتائب لمحاربة مملكة بولونيا، فلما طالت الحربُ طلبت الانكشارية منه الكَفَّ عن الحرب, فحَنِق السلطان على الانكشارية من طلَبِهم الراحة وخلودهم إلى الكسل وإلزامه على الصلح مع بولونيا، فعزم على التخلُّص من هذه الفئة الباغية، ولأجل الاستعداد لتنفيذ هذا الأمر الخطير أمر بحشدِ جيوش جديدة في ولايات آسيا، واهتمَّ بتدريبها وتنظيمها، وشرع فعلًا في تنفيذ هدفه، وعلمت الانكشارية بذلك فهاجوا وماجوا وتذمَّروا واتفقوا على عزل السلطان، وتم لهم ذلك في 9 رجب من هذه السنة ثم قتلوه. بعد أن حكم أربع سنوات وأربعة أشهر, وأعادوا مكانه السلطان مصطفى الأول المخلوع سابقًا!

العودة الى الفهرس