استقرار أسرة الصباح في حكم الكويت وتولي الشيخ صباح الأول حكم البلاد .
- العام الهجري :1169
- العام الميلادي :1755
تفاصيل الحدث :
سعى المستوطِنون الأولون آلُ الصباح من العتوب في الكويت، إلى تأمين مركزِهم في إمارتهم الناشئة، وذلك بالاعترافِ بشيء من الولاء للدولة العثمانية. فأوفدوا زعيمَهم الأول، صباح بن جابر، إلى الوالي العثماني في بغداد؛ ليطلب منه تأييدَ الدولة العثمانية لهم، وإقرارها لاستقرارهم وأمنهم، فضلًا عن إظهارِ رغبتِهم في العيش في سلامٍ، وتعهُّدهم بحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وقد نجح زعيمُ أُسرة الصباح في مسعاه وبذلك اعترفت الكويت بنوعٍ مِن التبعية الدينية للدولة العثمانية من دون تدخُّل استانبول في شؤونها الداخلية. فتجنَّبت الأخطارَ التي كان يمكِنُ أن تأتيها من جانب الدولة العثمانية، بل استغَلَّ شيوخها في بعض الفترات علاقتَهم بالدولة العثمانية؛ لتحقيق مصالح كويتية خاصة, ولقد كانت الرابطةُ الدينيةُ هي أساس تبعية الكويت الاسمية للدولة العثمانية خلال تلك الفترة؛ لكونها دولة الخلافة الإسلامية؛ إذ كانت الرابطةُ الدينية هي المصدرَ الأساسي لاكتساب الشرعية. ولا شكَّ في أن نمط تبعية الكويت للدولة العثمانية كان مختلفًا عن أنماط التبعية لسائر ولايات الدولة العثمانية؛ فقد كان هناك: نمط التبعية الفعلية، ونمط السيادة القانونية، والنمط الأقرب إلى علاقة التحالف. وقد حمل الكويتَ على الإقرار بالتبعية الاسمية للدولة العثمانية عوامِلُ عِدَّةٌ أبرزها: سعيُ أهل الكويت إلى تحقيق نوع من التوازن في علاقاتهم بين الدولة العثمانية وبني خالد الذين كانوا يسيطرون على الأحساء والقطيف؛ تفاديًا للوقوع تحت سيطرة أي من القوَّتين. حِرصُ حكام الكويت على تدعيم شرعية كيانهم السياسي بالارتباط بالمصدر الديني الذي تجسده دولة الخلافة. اطمئنانُ شيوخ الكويت خلال هذه الفترة إلى أن التبعيةَ الاسمية للدولة العثمانية لن تتحوَّل إلى تبعية فعلية نتيجة حالة الفوضى والاضطراب التي كان يمر بها العراق العثماني؛ بسب ظروف سياسية.
العودة الى الفهرس