تجدد قتال العثمانيين مع الروس .

تفاصيل الحدث :

كان السلطانُ مصطفى الثالث يرى أنَّ الخطرَ الدَّاهِمَ على الدولة العثمانية يتمثَّلُ في ظهورِ القوة الروسية الجديدة، ويبدو أنَّه اطَّلع على المخطط الأسود الروسي لتفتيت الدولة العثمانية الذي وضعه بطرس الأكبر في وصيَّتِه؛ ولذلك أعدَّ السلطان مصطفى الثالث لحرب روسيا، فخاضت الدولةُ العثمانية حربًا مع روسيا بسبب اعتداءات القوزاق التابعين لروسيا على مناطق الحدود، فنجح ملِكُ القرم في غارته وهدم عددًا من الضِّياع وحمل كثيرًا من الأسرى، وذلك عام 1182هـ، ثم سار الصدرُ الأعظم الوزير نشانجي محمد أمين باشا بجيوشِه للدفاع عن مدينة شوكزيم التي حاصرها الروسُ، فلم ينجح لعدمِ اتِّباعِه الأوامر العسكرية الواردة إليه من السلطانِ المهتمِّ بنفسِه بأمور الحرب، ولو لم يقد الجيوشَ بذاتِه، فكان جزاءَ هذا القائد أن قُتِلَ بأمر السلطان وأُرسِلَ رأسُه إلى الأستانة عبرةً لغيره من القوَّاد, وهُزِمَ الصدر مولدواني على باشا- الذي أتى بعد نشانجي أيضًا- وهو يجتاز بجيشِه نهر الدينستر بالفيضانِ؛ حيث غرق عددٌ كبير من الجند والمراكب، وبعد هذا الانهزامِ الذي لم يكن فيه للروس من فخرٍ, التزم مولدواني باشا بالتقهقرِ بعد إخلاء مدينة شوكزيم، فاحتلَّ الروسُ إقليمي الأفلاق والبغدان، ثم أخذوا يثيرون النصارى من الروم الأرثوذكس للقيام بثوراتٍ ضِدَّ الدولة العثمانية، فأثاروا نصارى شبه جزيرة المورة فقاموا بثورة غيرَ أنَّ ثورتَهم أُخمِدَت.

العودة الى الفهرس