وقوع غزوة الرقيقة وخضوع الأحساء لنفوذ دولة الدرعية .

تفاصيل الحدث :

بعد طلَبِ برَّاك بن عبد المحسن الأمانَ لأهل الأحساء من الإمام عبد العزيز بن محمد، أُجيب إلى طلبِه، وانسحب جيشُ الأمير سعود من الأحساءِ بعد مبايعة أهلِها على السمع والطاعة، وبعد ذلك بسنواتٍ ثار أهل الأحساء بتحريضٍ مِن براك بن عبد المحسن نفسِه، ولكنْ قضى على ثورتهم إبراهيمُ بن عفيصان، ثمَّ وصول قوات كبيرة بقيادة الأميرِ سعود بن عبد العزيز الذي أخضع الأحساءَ لحكم دولة الدرعيةِ، وضرب عليهم ألوفًا من الدراهم وقبَضَها منهم؛ وذلك لأجلِ ما تكرَّر منهم من نقضِ العهد ومنابذة الدولةِ، وجَرِّهم الأعداء, وقَتَل منهم عِدَّةَ رجال مجتمعين على الفسوقِ ويفعلون كل ما أرادوه بأهوائِهم، ولا يتجاسرُ أحدٌ أن يأمُرَهم وينهاهم، فكثُرَ لذلك تعدِّيهم واعتداؤهم على أهلِ الأحساءِ، فأفنى الأميرُ سعود مُعظَمَهم, وسُمِّيت هذه الغزوة بغزوة الرقيقة (وهي محلة بالهفوف) وذلك في أواخرِ هذه السنة، وعاد إلى الدرعيَّة ومعه عدد من رؤساء أهل الأحساءِ، منهم علي بن حمد آل عمران مبارك، وحمد العدساني، ورجال كثيرٌ، وأسكنهم الدرعية، وولَّى على المنطقة أميرًا من عامَّةِ أهلها يُدعى ناجم بن دهينيم، وكان من نتائجِ استيلاء الأمير سعود على الأحساء وصولُ حدود دولة الدرعية إلى الخليجِ العربي، وامتلاكُها موانئَ بحرية، وتحقيقُ ثروة من المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية التي تنتِجُها مزارِعُ الأحساء الواسعة، وانتشار الدعوة الإصلاحية بين سكَّان الأحساء.

العودة الى الفهرس