ولاية ثويني بن عبد الله للمنتفق .

تفاصيل الحدث :

في هذه السنة عزل سليمان باشا صاحَبَ العراقِ حمودَ بن ثامر عن ولاية المنتفق، وولَّى عليهم ثويني بن عبد الله، وكان ثويني قد قصد البصرةَ ونزل سفوان الماء المعروف قربَ البصرة، فاجتمع إليه قبائِلُ من عُربان المنتفق, فسار إليه حمود بن ثامر بمن تَبِعه من المنتفق وأهل الزبير وغيرهم, فنازله وحصل بينهما قتالٌ شديد انهزم ثويني فأخذ حمود ومن تبعه محلَّه ومتاعه وخيامه، وقُتِل من رجالِه عِدَّةُ قتلى, فهرب ثويني بعدها إلى الدورق بلاد كعب، وذلك في سنة 1204هـ, ثم خرج من الدورق وقصد بني خالد واستنصرهم واستنجدهم، وكان رئيسُهم يومئذ زيدَ بن عريعر، فلم يجِدْ فيهم نفعًا، فسار الى الدرعيَّة وألفى عبد العزيز فأكرمَه غاية الإكرام وأعطاه خيلًا وإبلًا ودراهمَ، ثم رجع إلى الكويت، وقصد العراقَ فرمى بنفسِه على سلمان باشا فعفا عنه، وأقام عنده مدَّةً يحاولُه أن يوليه على المنتفق، ويسير إلى نجد ليخربَها ويقتُل أهلها، فوقع ذلك في ظنِّ صاحب العراق، وسعى في ذلك كثيرُ الجالين من أهل نجد في الزبير والبحرين والكويت وغيره، وكاتبوا باشا بغداد وحرَّضوه وزيَّنوا له ذلك, وكاتبه كثيرٌ من الرؤساء والعلماء لا سيَّما محمد بن فيروز؛ فإنه الذي يحكم ذلك ويبذُلُ جُهدَه، وذكروا لباشا بغداد أنَّه لا ينجع في هذا الأمر الخطير والخطب الكبير إلا ثويني، وكتبوا له كثيرًا من الكَذِب والزور والبهتان في أتباعِ الدَّعوةِ، ولم يدْرِ الباشا أنَّ هذا التدبير لقصدِ أنفُسِهم، وقال له ثويني: أنا الذي أخربُ ديارهم، وأسلبُ أعمارَهم، فأمره الباشا بالمسير وسار معه عساكِرُ كثيرة من عسكر الباشا، ومِن عقَيل بغداد وآل بعيج والزقاريط وغيرهم، وجعله واليًا على المنتفق، وعزل حمودَ بنَ ثامر.

العودة الى الفهرس