خروج الفرنسيين والإنجليز من مصر .

تفاصيل الحدث :

بعد مقتَلِ كليبر آلت القيادةُ العامَّةُ للحملةِ إلى الجنرال مينو باعتبارِه أكبَرَ ضباط الحملة سنًّا، وكان هذا القائِدُ مِن أنصار البقاء في مصر وخُطَّة سياسته استهدفت توطينَ الفرنسيين فيها، إلا أنَّ الضغوطات الداخلية والخارجية اضطرَتْه إلى مغادرة مصرَ بعد الهجوم المشترك الذي قام به الإنجليز والعثمانيون على الفرنسيين في مصر. فتظافرت عدَّةُ عوامل أرغمت المحتَلِّين الفرنسيين على الخروجِ مِن مصر في النهاية، منها تحطيمُ أسطولهم في معركة أبي قير البحرية، وسيطرةُ الإنجليز البحرية في البحر المتوسط، وتشديدُهم الحصار على الشواطئ المصرية؛ مِمَّا أعجز الحكومة الفرنسية عن إرسال النجدات والإمدادات إلى فرنسا في مصر، وانضمام الدولة العثمانية إلى أعداءِ فرنسا، والانقسام الذي حدث في صفوفِ الحملة وبدأت بوادِرُه منذ بدأ جيش بونابرت زحْفَه الشاق من الإسكندرية إلى القاهرة، ثم استفحل أمرُه بعد رحيل بونابرت وخصوصًا عَقِبَ مصرع كليبر وإبَّان قيادة مينو للحملة، وجهاد الشعب المصري المُسلِم ضد الاحتلال الفرنسي الصليبي، ذلك الجهاد الذي تمثَّلَ في ثورات القاهرة الثلاث، وفي العمليَّات الجهادية التي اشتعلت في الدلتا، وفي المقاومةِ التي اشتَدَّت في الصعيد. ودون أدنى شَكٍّ كان لجهاد مسلمي مصرَ للحكم الفرنسي بالِغُ الأثر في زعزعةِ أركانه، وفي عجزِ الفرنسيين عن بلوغ غايتهم وتنفيذ أهدافهم وانهيار آمالهم في تشييد تلك المستعمرة الجميلة التي كانوا يحلمون باتخاذِها نواة لإمبراطوريتهم الاستعمارية الجديدة في مصر، وأمَّا الإنجليز الذين دخلوا إلى مصرَ بدعوى إخراج الفرنسيين فإنَّهم أيضًا خرجوا بموجِبِ معاهدة أميان التي كانت بين الفرنسيين والإنجليز في عام 1217هـ

العودة الى الفهرس