محمد علي باشا يضع نفسه تحت الحماية البريطانية .

تفاصيل الحدث :

في بداية حكم محمد علي لمصر دخل في مفاوضاتٍ مع الإنجليز استمرَّت أربعة أشهر أكَّدَ فيها جديَّتَه ورغبته المخلصة في الارتباطِ بهم، بل وطلب وضع نفسِه تحت حمايتهم، وهذا ما يؤكِّدُه تقرير القائد الإنجليزي فريزر قائد الحملة البريطانية على الإسكندرية، والذي تولى التفاوضَ مع محمد علي، الأمر الذي أدى- بعد اقتناعهم به- إلى تخلِّيهم عن أصدقائهم من المماليك. وقد تضمَّن التقرير الذي أعده فريزر ثم أرسلَه الى الجنرال مور في 16 أكتوبر من هذا العام أهمَّ جوانب هذه المفاوضات، وقد جاء فيه: "أرجو أن تسمحوا لي بأن أبسُطَ لكم ليكون... موضِعَ نظركم فحوى محادثة جرت بين باشا مصر والميجر جنرال شريروك والكابتن فيلوز أثناء قيامهما بمهمتهما لدى سمُوِّه. ولديَّ ما يجعلني أعتقد أن هذه المحادثة، ومن اتصالات خاصة كثيرة أخرى كانت لي معه، بأنه جادٌّ وصادقٌ فيما يقترحه. لقد أبدى محمد علي باشا والي مصر رغبته في أن يضع نفسه تحت الحماية البريطانية، ووعدناه بإبلاغ مقترحاتِه إلى الرؤساء في قيادة القوات البريطانية؛ كي يقوم هؤلاء بإبلاغها إلى الحكومة الإنجليزية للنظر فيها. ويتعهد محمد علي من جانبه بمنع الفرنسيين والأتراك أو أي جيش تابع لدولة أخرى من الدخولِ إلى الإسكندرية من طريقِ البحر وبعد الاحتفاظ بالإسكندرية كصديقٍ وحليف لبريطانيا العظمى، ولكنَّه لا مناص له من الانتظار أن تعاونَه إنجلترا بقواتها البحرية إذا وقع هجوم عليه من جهة البحر؛ لأنَّه لا يملك سفنًا حربية. ويوافق محمد علي باشا في الوقت نفسِه على تزويد كلِّ السفن البريطانية التي تقِفُ على بُعد من الاسكندرية بما قد تحتاج إليه من ماء النيل عند إعطائِها إشارةً يصير الاتفاق عليها"

العودة الى الفهرس