الإمام سعود يحج الحجة السابعة .

تفاصيل الحدث :

حجَّ الإمامُ سعود الحَجَّةَ السابعة واحتفل معه بالحَجِّ جميعُ رعيته من الجبل والجوف إلى الأحساء ووادي الدواسر ونواحيه وعمان وجميع أهل الحجاز وعسير وألمع وجميع طور تهامة ومن يليهم, فدخلوا مكةَ واعتمروا وحجُّوا بأمان عظيم، ونزل سعود القصر الشمالي من البياضية وبذل في مكة من الصدقات والعطاء شيئًا كثيرًا, وخطب سعود يوم عرفة. قال ابن بشر: "حججت تلك السنة وشهِدتُ سعودًا وهو راكب مطيَّتَه مُحرِمًا بالحج ونحن مجتمعون في نمرة لصلاة الظهر، فخطب فوق ظهرها خطبةً بليغة, ووعظ الناسَ فيها وعلَّمهم مناسِكَهم وذكَّرَهم ما أنعم الله عليهم به من الاعتصام بكلمة لا إله إلا الله وما أعطى الله في ضمنها من الاجتماع بعد التفرق وأمان السبل وكثرة الأموال وانقياد عصاة الرجال، وأن أضعف ضعيف يأخذ حقه كاملًا من أكبر كبير من مشايخ البوادي، وأعظم عظيم من رؤساء البلدان، ونادى وهو على ظهرها لا يُحمَل في مكة سلاح ولا تتَبَرَّج امرأة بزينة, وتوعَّد من فعل ذلك من رعيته, ورأيتُ الشريف غالبًا أقبل فوق حصانه ونحن جلوس في الصف وليس معه إلَّا رجل واحد، ونزل سعود من كور مطيته وسلم عليه وتعانقا".  ودخل سعود مكة وسار في الناس سيرةً حَسنةً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدقات والعطاء والرأفة، وجعل في الأسواق رجالًا وقت الصلاة يحضُّونَهم عليها، ولا تجد في الأسواق مِن شُرب التنباك ولا غيره من المحظورات إلا ما لا يرى ظاهرًا، وكسا الكعبةَ المشرفة بالقيلان الفاخر وجعل إيزارها وكسوة الباب من الحرير المنسوج من الذهبِ والفضةِ، وكان أكثر جلوسه في الحرم فوق زمزم مقابِلَ البيت الشريفِ.

العودة الى الفهرس