دخول إبراهيم باشا ضرما عنوة بعد أن ثبات أهلها في القتال .

تفاصيل الحدث :

كان عبدُ الله بن سعود لما صالح أهل شقراء وأطاع الرومَ جميعُ أهل الوشم وسدير والمحمل وغيرهم، أمر سعود بن عبد الله بن محمد بن سعود في عِدَّةِ رجال من أهل الدرعية ومتعب بن إبراهيم بن عيصان صاحب الخرج وعدة رجال معه ومحمد العميري في عدة رجال من أهل ثادق والمحمل- أمَرَ الجميعَ أن يسيروا إلى بلد ضرما ويدخلوها ليصيروا عونًا لأهلها ورِدءًا لهم، فساروا إليها ودخلوها، ثم إنَّ الباشا وعساكر الروم لَمَّا وصلوا قرب ضرما ركب عددٌ من خيلهم وطافوا على البلدِ وقاسوها وعرفوا منزلهم ونزل قبوسهم ومدافعهم وقنابرهم، ثم رجعوا إلى مخيَّمِهم، فلما كان صبيحة 14 من ربيع الثاني أقبل الباشا على البلد ونزل شرقيَّها قُربَ قصور المزاحمية بينها وبين البلد وحَطُّوا ثِقلَهم وخيامَهم ثم سارت العساكِرُ بالقبوس والمدافع والقنابر، ونزلوا بها شمالَ البلد قُربَ السور فثارت الحربُ بين الروم وبين أهلِها، وحَقَّق الباشا عليهم الرميَ المتتابع  وحاربهم حربًا لم يُرَ مثلُه وثبَّت الله أهل البلد فلم يعبؤوا به وطلب منهم المصالحةَ فأبوا عليه ولم يُعطوه الدنيَّةَ، وكانت هذه البلد ليس في تلك النواحي أقوى منها بعد الدرعية رجالًا وأموالًا وعددًا وعُدةً، فحشدت عليهم عساكر الروم والمدافع فلم يحصلوا على طائلٍ، ثم حشد الروم عليهم وقربوا القبوسَ من السور وحاربوها حربًا عظيمة هائلة، فرميت بين المغرب والعشاء بـ 5700 رمية بين قبس ومدفع وقنبرة، فهدموا ما والاهم من السور، فلما رأى الباشا صَبْرَهم وصِدقَ جِلادِهم، ساق الروم عليهم وأهل البلد فيه ثابتون، فحمل عليهم الروم حملة واحدة فثبتوا لهم وجالدوهم جِلادَ صِدقٍ وقتلوا منهم نحو 600 رجل، وردوهم إلى باشتِهم وبَنَوا بعض ما انهدم من السور، فنقل الباشا بعض القبوس إلى جنوب البلد فتتابع الرميُ من الجهتين وأهل البلد والمرابطة قبالتَهم عند السور المهدوم، فلم يفجأهم إلا الصارِخُ من خلفهم أن الروم خلفَكم في أهلِكم وأولادكم وأموالكم، فكَرُّوا راجعين والرومُ في أثرِهم، ودخل الروم البلد من كلِّ جهةٍ وأخذوها عَنوة وقتلوا أهلَها في الأسواق والسكك والبيوت، وكان أهلُ البلد قد جالدوهم في وسَطِ البلد إلى ارتفاع الشمس، وقتلوا من الروم قتلى كثيرين، ولكن خدعوهم بالأمان، فيأتون إلى أهلِ البيت والعصابة المجتمعة فيقولون: أمان أمان، ويأخذون سلاحهم ثم يقتلونهم، ونهبوا جميع ما احتوت عليه البلد من الأموال والسلاح والمتاع والمواشي والخيل، واحتصر سعودُ بن عبد الله في قصر من القصور ومعه أكثر من 100 رجل من أهل الدرعيَّةِ وغيرهم، فأرسل إليهم الباشا وأعطاهم الأمان، فخرجوا وساروا إلى الدرعية، وهرب رجالٌ من أهل البلد وغيرهم على وجوهِهم في البرية، فكانوا بين ناج ومقتولٍ، وخلت البلد من الرجال، وجمع الباشا النساء والأطفال وأرسلهم إلى الدرعية وهم نحو 3000 نفس، والذي قُتِل من أهل ضرما في هذه الواقعة 800 رجل، ومن المرابطة 50 رجلًا.

العودة الى الفهرس