التُّرك يُهاجِمون المسلمين بالقُربِ مِن نَهرِ بَلْخ .

تفاصيل الحدث :

سار أَسدُ بن عبدِ الله القَسري أَميرُ خُراسان بجُيوشِه إلى مَدينَة خُتَّل فافْتَتَحها، وتَفرَّقت في أَرضِها جُنودُه يَقتُلون ويَأسِرون ويَغنَمون، فجاءَت العُيونُ إلى مَلِك التُّركِ خاقان أنَّ جَيشَ أَسَد قد تَفرَّق في بِلادِ خُتَّل، فاغْتَنَم خاقان هذه الفُرصَة فرَكِب مِن فَوْرِه في جُنودِه قاصِدًا إلى أَسَد، وتَزَوَّد خاقان وأَصحابُه سِلاحًا كَثيرًا، وقَديدًا ومِلحًا، وساروا في خَلْقٍ عَظيمٍ، وجاء إلى أَسَد فأَعلَموه بِقَصدِ خاقان له في جَيشٍ عَظيمٍ كَثيفٍ، فتَجهَّز لذلك وأَخَذ أُهْبَتَهُ، فأَرسَل مِن فَوْرِه إلى أَطرافِ جَيشِه، فلَمَّها وأَشاعَ بَعضُ النَّاس أنَّ خاقان قد هَجَم على أَسدِ بن عبدِ الله فقَتلَه وأَصحابَه، لِيَحصُل بذلك خِذلانٌ لِأَصحابِه، فلا يَجتَمِعون إليه، فرَدَّ اللهُ كَيدَهم في نُحورِهم، وجَعَل تَدميرَهم في تَدبيرِهم، وذلك أنَّ المسلمين لمَّا سَمِعوا بذلك أَخَذتهم حَمِيَّةُ الإسلام وازدادوا حَنَقًا على عَدوِّهم، وعَزَموا على الأَخذِ بالثَّأرِ، فقَصَدوا المَوضِعَ الذي فيه أَسَد، فإذا هو حَيٌّ قد اجتَمعَت عليه العَساكِر مِن كُلِّ جانِب، وسار أَسَد نحو خاقان حتَّى أتى جَبَل المِلْح، وخاض نَهرَ بَلْخ ففاجَأَهُم التُّركُ مِن وَرائِهم وقَتَلوا منهم عَددًا ثمَّ بَقوا عِدَّةَ أَشهُر كذلك حتَّى الْتَقوا مَرَّةً أُخرى وَكَرَّ عليهم المسلمون وأَعمَلوا فيهم، وكان الحارثُ بن سُريج الذي خَرَج على عاصِم قد الْتَجَأ إلى خاقان التُّرك وحارَب معه وقد هَرَبا سَوِيًّا مِن هذه الحَرب وغَنِمَ المسلمون الكَثيرَ مِن أَموالِهم وأَمتِعَتِهم ودَوابِّهم.

العودة الى الفهرس