أهل عنيزة يخرجون أميرهم جلوي بن تركي .

تفاصيل الحدث :

حصل خِلافٌ بين أهل عُنيزة وأميرهم جلوي بن تركي، فأخرجوه منها ونزل بُرَيدة وكاتَبَ أخاه الإمام فيصلًا، وأخبره بالأمر، وكتب أهلُ عنيزة إلى الإمام فيصل ينتَقِدون شِدَّةَ وطأة الأمير جَلَوي عليهم، وعدم مراعاته لذوي المقامات منهم، وتكليفهم بأمورٍ ليست من مقامهم، وأنه يتعمَّدُ اضطهاد الأعيان وإذلالَهم مِمَّا لم يسَعْهم الصبر عليه، وإنهم اختاروا له العزلةَ إلى أن يأتي أمرُه بإرسال من يَخلفُه، ولكنه فارق البلاد، ونحن لم نخرُج عن الطاعة، وما زلنا بالسمع والطاعة. ولكِنَّ الإمام أرجع الرسولَ ورسالتَه لم يقرأها، وكأنَّ عبد الله الفيصل قد أخذ يتدخَّلُ في الأمور، وكان يميلُ إلى الشدة في التعامُل معهم، فصَمَّم على حربهم، فلما كان في شهر ذي الحجة من هذه السنة خرج عبد الله ومعه غزوُ الرياض، والخرج، والجنوب، والمحمل، وسدير، والوشم، فأغار على وادي عُنيزة، فخرج إليه أهلُ عنيزة وحصل بينهم قتالٌ شديدٌ قُتِلَ فيه سعد بن محمد بن سويلم، أمير ثادق، فرحل عبد الله الفيصل ونزل العوشرية. ثم رحل ونزل روضةَ العربيين، ثم ركب الأميرُ عبد الله اليحيى السليم إلى الإمام فيصل وبسَطَ له الأمر، وقال: إنَّنا لا نزال على السمعِ والطاعة ولا نحتاجُ إلى تجريد الجيوشِ وأمرُك نافذ، فرَضِيَ عنهم، وكتب لابنِه عبد الله أن يرجِعَ مع عمه جلوي إلى الرياض، فرجعوا دون أن تكون مصادمةٌ غير الأولى، وبهذا رجع آل سليم إلى إمارة بلدِهم ولم يوجِدوا هذه الحركةَ إلَّا لهذا القصد؛ لأنهم خشُوا أن يطول الأمر فتكونَ عُنيزة مركزًا لإمارة القصيم من قِبَلِ الحاكم بدلًا من بُرَيدة فتضيعَ إمارتُهم بذلك.

العودة الى الفهرس